للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بحديث، ثم حدثت به عنك كنت صادقًا. ولما ذكر ابن خزيمة حديث ابن عباس: أنه بات عند ميمونة، قال: في القلب من هذا الإسناد شيء، فإن حبيبًا يدلس.

وفي "تاريخ يعقوب بن سفيان" -بخط عبد العزيز الكناني مجوّدًا-: سمى أباه كندي، وهو ثقة. وفي قول المزي -تبعًا لصاحب "الكمال"-: قال أبو بكر ابن عياش، ومحمد بن عبد اللَّه بن نمير، والبخاري: مات سنة تسع عشرة ومائة. نظر، وذلك أن البخاري لم يقل هذا، إنما نقله عن أبي بكر ابن عياش، فقول المزي: قال أبو بكر ابن عياش، مشعر أنه رأى كلام ابن عياش وكلام البخاري، ولو قال قائل: إنه ما رأى كلام البخاري فضلا عن كلام ابن عياش حال التصنيف، لما استبعد قوله، إذ لو رآه لرأى فيه أنه أسند وفاته إلى ابن عياش لم يستبد بذلك، وأيضًا فلا نعلم لأبي بكر مصنفًا في الوفيات، ولا سمعنا به، إنما تُنقل عنه وفيات في كتب الأئمة.

والذي في "تاريخ البخاري الكبير": وحدثني أحمد بن سليمان، قال: سمعت أبا بكر ابن عياش يقول: مات -يعني: حبيبًا- في رمضان سنة تسع عشرة ومائة. وقال في "التاريخ الأوسط": حدثني أحمد بن سليمان، قال: سمعت أبا بكر ابن عياش قال: مات حبيب ابن أبي ثابت سنة تسع عشرة ومائة. وقال علي: سمعت سفيان ذكر حبيبًا، فقال: أرى ابنه أخبرني أنه مات سنة تسع عشرة. وقال في "الصغير": ثنا أحمد بن سليمان، سمعت أبا بكر ابن عياش، قال: مات حبيب سنة تسع عشرة.

فهذا كما ترى البخاري لم يقل هذا في "تواريخه" الثلاث، إنما ذكره رواية، وممَّا يؤكد عندك أيضًا عدم رؤية المزي "كتاب البخاري"، أنه لما ذكر في كتابه "التهذيب" وفاته، لم يذكرها في أي شهر، والبخاري قد نص على الشهر، واللَّه أعلم.

وقوله -أيضًا-: وقال محمد بن سعد، عن الهيثم: مات سنة اثنتين وعشرين في ولاية يوسف بن عمر. نظر؛ لأن الذي في كتاب "الطبقات الكبير": أنبا الفضل بن دكين، ومحمد بن عمر، قالا: مات حبيب ابن أبي ثابت سنة تسع عشرة ومائة. انتهى. لم يذكر عن الهيثم في ترجمته شيئًا، فينظر. وأما الهيثم فإنه صحَّح عنه وفاته سنة اثنتين. كذا رأيته في "تاريخيْه الكبير والصغير"، وكذا هو أيضًا في كتاب "الطبقات" تأليفه، واللَّه أعلم.

وذكره ابن شاهين في كتاب "الثقات"، والطبري في "طبقات الفقهاء"، وقال: كان من الأبدال، كان إبراهيم وثقه، وقال أبو بكر ابن عياش: لم يكن بلغه فُتيَا بلدهم

<<  <  ج: ص:  >  >>