"أنتم"، {وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} قال: "أنتم".
وقال ابن قانع: مات سنة خمس وثلاثين. وقال خليفة في كتاب "الطبقات": تُوفي قبل الأربعين.
وفي "كتاب البغوي": عن أسماء، أَنَّ الزبير بن العوام مَرَّ بمجلس من الصحابة وحسان ينشدهم من شعره، وهم غير نشاط لما يسمعون من ذلك، فقال لهم: ما لي أَرَاكُم غير أذنى لما تسمعون من شعر ابن الفُريعة، لقد كان يُنشده رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيعجبه، ويُحسن استماعه، ويجزل عليه ثوابه، ولا يشتغل عنه بشيء، فقال حسان في ذلك (١): [الطويل]
أَقامَ عَلى عَهدِ النَّبِيِّ وَهَديِهِ ... حَوارِيُّهُ وَالقَولُ بِالفِعلِ يُعدَلُ
أَقامَ عَلى مِنهاجِهِ ولَم ... يُوالي وَلِيَّ الحَقِّ وَالحَقُّ أَعدَلُ
هُوَ الفارِسُ المَشهود وَالبَطَلُ ... الَّذي يَصولُ إِذا ما كانَ يَومٌ مخجل
إِذا كَشَفَت عَن ساقِها الحَربُ ... حَشَّها بِأَبيَضَ سَبّاقٍ إِلى المَوتِ يَرفُلُ
وِإنَّ امرَأً كانَت صَفِيَّةُ أُمُّهُ ... وَمِن أَسَدٍ في بَيتِها لَمُرَفَّلُ
لَهُ مِن رَسولِ اللَّه قُربى قَريبَةٌ ... وَمِن نصره الإسلامِ مَجدٌ مُؤَثَّلُ
وقال ابن حبان: مات وهو ابن مائة وأربع سنين أيام قُتِل علي بن أبي طالب، ومات أبوه وهو ابن مائة وأربع سنين وجده كذلك. وفي تاريخ أبي زرعة النصري: قدم النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابن ستين سنة.
وفي "الطبقات": قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ يَحْمِي أَعْرَاضَ الْمُسْلِمِينَ؟ "، فَقال ابن رواحة: أَنَا، وَقال كعب: أَنَا، وَقال حَسَّانُ: أَنَا، فَقال: "اهْجُهُمْ فَإِنَّ رُوحُ الْقُدُسِ سَيُعِينُك".
وقال ابن قتيبة في كتاب "الطبقات": عمي في آخر عُمره، وكانت له بنت شاعرة، وانقرض ولده فلم يبق له عقب.
وقال أبو الفرج: هو فحلٌ مِنْ فحولِ الشعراءِ وأحد المخضرمين، وكان يخضب شاربه وعنفقته بالحناء ولا يخضب سائر لحيته، فقال له ابنه: يا أبتِ، لِمَ تفعل هذا؟ قال: لأكون كأني أسد والغ في دم.
(١) انظر: الأغاني ٤/ ١٥٥، المستطرف ١/ ٢٩٤، جواهر الأدب ١/ ٣٢٥، نهاية الأرب ١٨/ ٢٦.