للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلا يَضنونَ عَن جارٍ مَولى بعضاهم ... وَلا يمسهم في مَطمَعٍ طمع

أَعِفَّةٌ ذُكِرَت في الناس عِفَّتُهُم ... لا يبخلون وَلا يريهم طيع

خذ مِنهُمُ ما أتوا عَفوًا إِذا عطفوا ... وَلا يَكُن هَمَّكَ الأمرُ الَّذي مَنَعوا

فَإِنَّ في حَربِهِم -فَاترُك عَداوَتُهُم- ... شَرًّا يُخاضُ عَلَيْهِ الصابُ وَالسَلَعُ

أَكرِم بِقَومٍ رَسولُ اللَّه شيعتهم ... إِذا تَفَرَّقَتِ الأهواءُ وَالشِيَعُ

فقال التميميون عند ذلك: وربكم، إنُّ خطيبَ القوم أخطب من خطيبنا، وإن شاعرهم أشعر مِنْ شاعرنا، وما انتصفنا ولا قاربنا.

وزعم أبو عبيدة في كتاب "المثالب": أَنَّ حَسَّانَ كان لا يعيش له ولد، فلما أَعْطَاه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيرين قال له: "اتخذ هذه أم ولد، فإني أرجو أن تصيب منها ولد" فجاءت بعبد الرحمن. ذكره استطرادا.

وفي "كتاب يعقوب الفسوي": عاش مائة وأربع سنين وكذلك أبوه وجده وجد أبيه.

وفي "كتاب العسكري": وُلِدَ قبل النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو قديم الإسلام، "كان النَّبيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر عبد اللَّه بن رواحة أَنْ يهجو المشركين فعم قريشًا بالهجاء، فقال (١):

فخبروني أثمان العباء متى ... كنتم مقاويل أو دانت لكم مضر

فاشتد على النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين جعل قومه أثمان العبا، فأمر كعب بن مالك أن يهجوهم فلم يبلغ مبلغًا، فأمر حسان بهجائهم فأخرج لسانه وضرب به أرنبته وقال: يا نبي اللَّه؛ لو وضعته على شعر لحلقه، أو على صخر لفلقه". ووفد على النعمان بن المنذر ومدحه، ومات بعد الأربعين في خِلافة يزيد بن معاوية، وكان عثمانيًّا.

ولما نزلت: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: ٢٢٤] جاء هو وابن رواحة إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم يَبْكِيان، فلمَّا بلغ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الشعراء: ٢٢٧]، قال: "أنتم"، {وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} قال:


(١) انظر: الأغاني ٩/ ٣٢٩، العقد الفريد ١/ ١١٠، العمدة ١/ ١٥٦، خزانة الأدب ٢/ ٣٦٤، دلائل الأعجاز ١/ ٣٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>