وقال المزي: وقال إسحاق بن منصور ضعَّفه أحمد، وقال البخاري: مُنكر الحديث. ثم قال بعد كلام طويل -وعدَّ من تركه-: قال موسى بن إسماعيل: مات حَمَّاد بن سلمة والجفري سنة سبع وستين بينهما ثلاثة أشهر. انتهى كلامه.
وفيه نظر من حيث إن هذا جميعه كلام البخاري فرَّقه في مواضع على ما ظهر من كلامه وليس جيدًا، ثمَّ إنه فسر إسحاق بابن منصور، والبخاري لم ينسبه إنما قال: وقال إسحاق: ضعفه أحمد. فتفسيره إيَّاه به يحتاج إلى نقل، وكأنه لمح خصوصية الكوسج بأحمد فاعتمدها، وذلك ليس مخلصًا إلا بدليل واضح على أني لا أظن به نقله من "تاريخ البخاري"؛ لعدم نقله منه، وإن كان قد ذكره في دباجة كتابه، فالإنسان قد يقول ما لا يفعل، وأحسبه نقله من عند ابن عساكر؛ ليرى كثرة الاطلاع.
قد رأيت بخط ابن سيد الناس عن الساجي في "العرف الشذي": إسحاق هذا هو ابن إبراهيم المعروف بـ: (لؤلؤ). انتهى.
فليس تفسير المزي بأَوْلَى من هذا، على أني لا أقول هذا أيضًا إلا بدليل يزيد العذر من غير تخرص، واللَّه تعالى أعلم.
والجفرة موضعٌ بالبصرة، بِهَا كانت وقعة لخالد بن عبد اللَّه بن أسيد مع عبيد اللَّه بن عبد اللَّه وعمر سنة إحدى وسبعين. كذا قاله الطبري.
وفي "كتاب الحازمي": سنة سبعين، وفي "كتاب السمعاني" اثنتين وسبعين. وفي "كتاب ابن أبي خيثمة" الكبير: تُوفي الحسن في ذي الحجة سنة تسع وخمسين.
وذكر عن محمد بن أبي عاصم -وكان رجلا صالحًا-: لما مرض الجفري مرضه الذي مات فيه، ابيضَّ كوكب في الليل، فقرأنا في القبلة الحسن بن أبي جعفر قد مات، فخطونا خطوة أو خطوتين فسمعنا الصياح من داره.
وقال الساجي رحمه اللَّه تعالى: مُنكر الحديث، وعنده مناكير؛ منها حديث معاذ:"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان تعجبه الصلاة في الحيطان".
وقال علي بن المديني: كان الحسنُ يَهِم في الحديث. وقال يحيى بن سعيد: هو كذَّاب اختلف إليَّ حتى سمع حديثي، وكان يحدث بأحاديث مناكير، روى عن بكر، عن سالم، عن ابن عمر:"الْكَفَنُ مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ"(١).
(١) أخرجه الطبراني في الأوسط ٧/ ٢٤٥، رقم ٧٤٠١. قال الهيثمي ٣/ ٢٣: فيه عبد اللَّه بن هارون الفروي، وهو ضعيف. وأخرجه أيضًا: البيهقي ٤/ ٧، رقم ٦٥٦٩.