حسن الفقه إلا أنَّ ابن المبارك كان يحمل عليه بعض الحمل لحال التشيع، ولم يرو عنه شيئًا. انتهى. فيه رد لقول الْمِزِّي: روى عنه ابن المبارك، وكأنه في هذا قلَّد اللالكائيّ.
وقال ابن سعد: كان نَاسِكًا، عابدًا، فقيهًا، حُجَّة، صحيح الحديث كثيره، وكان متشيعًا، تُوفي بعد عيسى بن زيد زوج ابنته بستة أشهر في خلافة المهدي.
وفي تاريخ أبي زرعة الدمشقي الكبير: رأيت أبا نعيم لا يعجبه ما قال ابن المبارك في ابن حي، وقال: تكلَّم في حُسن بن حي، وقد روى عن عمرو بن عبيد، وإسماعيل بن مسلم، قال: وسمعت أبا نعيم يقول: قال ابن المبارك: وكان ابن صالح لا يشهد الجمعة، وأنا رأيته شهد الجمعة في أثر جمعة اختفى فيها، قال أبو نعيم: كانت الأئمة عندنا الحسن، وسفيان، وشريك.
ولما ذكره ابن قانع في "الوفيَّات" في فصل سبع وستين قال: كان الحسن توأم علي، وولد علي قبله فكان الحسن يوقره ويبجله بسبب ذلك، ومات بعد علي بعشر سنين، وكان فقيهًا. وقال فضيل: رأيته في النوم، فقلت: ما فعل اللَّهُ بك؟ قال: غفر لي كل ذنب استغفرته منه.
وزعم اللالكائي، والكلاباذي، والأقليشي، وأبو عبد اللَّه الحاكم أنه من أفراد مسلم، وكذا هو في "كتاب الصريفيني"، فينظر في قول الْمِزِّي: روى له الجماعة.
وفي قول الْمِزِّي: قال البخاريّ: قال أبو نعيم: مات سنة تسع وستين ومائة -كذا هو مضبوط عنه بخط المهندس مجوَّدًا-. نظر لما ذكره إسحاق القراب في سنة سبع -أعني: بتقديم الباء على العين- مات الحسن بن حي أنبا أحمد بن عبد اللَّه، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الأصبهاني، حدَّثنا أحمد بن مهران، قال: سمعت أبا نعيم يقول فذكره.
قال إسحاق: هكذا رواه البخاري، وعثمان بن أبي شيبة، وأبو زرعه الدمشقي، وابن منيع، وأحمد بن إبراهيم العبدي كلهم عن أبي نعيم، قال إسحاق: وفي وفاة الحسن بن حي خلاف. انتهى.
وكذا ألفيته في "تواريخ البخاري"، عن أبي نعيم لم يغادر حرفًا، وكذا ذكره خليفة بن خيَّاط، وكذا هو في تاريخ أبي نعيم.
وفي "كتاب ابن عدي"، قال أحمد بن يونس: لو لم يولد الحسن لكان خيرًا له، يترك الجمعة ويرى السيف، على أني جالسته عشرين سنة فما رأيته رفع رأسه إلى السماء ولا نظر إلى الدنيا.