وقال يحيى بن زكريا الساجي في "كتاب التجريح والتعديل" -تأليفه، ومن نسخة كتبت عنه بخط أحمد بن طاهر بن علي بن عيسى الأنصاري أنقل كلامه- قال: ابن حي صدوق، وكان يتشيع، وكان زيديًّا يُفرط تُوفي سنة سبع وستين، وكان وكيع يتحدث عنه ويقدمه في الفضل، وكان يحيى بن سعيد يقول: لَمْ يَك بالسكة مثله، وكان من أهل الصدق.
قال الساجي: وحدَّث عَنْهُ عبد الرحمن ثلاثة أحاديث ثُمَّ تركه، وكان وكيع يقول: ما لقي الحسن أحدًا إلا وهو خير منه.
وقال يحيى بن معين -وذكره-: ذاك شيخ كان يقدم عليًّا على أبي بكر وعمر، ويتولى عثمان ست سنين ويقف عنه ستًّا، وكان يشهد على كلِّ مَنْ حارب عليًّا بالكفر في وقت حربه، وكان يرى الخروج مِنْ كلِّ طَالبي إذا كان عدلا، وكان خروجه وعدالته عنده تُوجِب الخروج، واللَّه المُسْتعان.
وكان يحيى بن آدم وإسماعيل بن حمَّاد يقولان: الحسن أفقه الثلاثة يعني: شريكًا، والثوري، وهو، وفي موضع آخر قال يحيى: إِنَّمَا كان فقهاؤنا ثلاثة: الحسن، والثوري، وشريك.
وحكي عَنْ يحيى بن معين أنه قال: هو ثِقة ثقة، يعني: في الحديث.
قال يحيى الساجي: حَدَّث عنه أحمد بن يونس حديثًا مُنكرًا، عن جابر، عن نافع، عن ابن عمر قال: شَرب رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلم الفضيخ.
حدَّثنا ابن نمير، حدَّثنا أبو نعيم قال: رأيْنَا الحسن في الجمعة فطلب يوم السبت فتغيب.
قال أبو يحيى: كان عبدُ اللَّه بن داود يُحَدِّث عنه ويُطْرِيه في عِلمه، وذكروا أنه كان بعد يدعو عليه يقول: كنتُ معه في مَسْجد جدي، وكنت أؤم بالمسجد بالكوفة فأطريت يومًا أبا حنيفة فأخذ بيدي فنحَّانِي عن الإمامة، فكان سبب غضب ابن داود أن قَدِمَ البصرة وتحول عن الكوفة بما فعله ابن حي رحمهما اللَّه تعالى.
وفي كتاب "الجرح والتعديل"، عن الدارقطني: الحسن بن حي ثِقة عابد. وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وابن خلفون في "الثقات"، وكذلك ابن شاهين.
وقال أبو داود: زوَّج الحسن ابنته ابن عيسى بن زيد واختفى منه.
وذكر أبو المظفر الإسفرائيني في كتابه "التبصير": كان رئيس الطائفة المعروفة