مَنْ مَات من بين المائة إلى عشر ومائة، ذكر عن علي بن سويد بن منجوف قال: تعشينا مع يزيد بن المهلب ومعنا حضين فقلت: يا أبا محمد، قال: وقال غيره: كُنْيته أَبُو سَاسَانَ.
وقال محمد بن سعد في كتاب "الطبقات": كان قليل الحديث. وقال أبو حاتم بن حبان لما ذكره في جملة "الثقات": مات سنة ست وتسعين، وكانت أمه بنت بكر بن وائل. وخرج أيضًا حديثه في "صحيحه"، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني والحاكم.
وقال البخاري في "تاريخه الكبير": ويُقال: حضين بن الحارث. وقال أبو داود وابن مسكويه في "تجارب الأمم": كان سيد قومه.
ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" قال: من وجوه قومه من الأنجاد الأبطال الفُضلاء.
وفي "التاريخ الأوسط" للبخاري في فصل مَنْ مات من مائة إلى عشر ومائة: قال علي بن سويد بن منجوف: تعشينا مع يزيد بن المهلب ومعنا حضين بن المنذر.
وفي قول الْمِزِّي: كان في الأصل: وكان أثيرًا عند بني أمية، وما بعده متصل بذكر حضين بن المنذر، ولم يذكر ابنه يحيى بن حضين وذلك وهم. نظر؛ من حيث إن صاحب "الكمال" لم يذكر هذا الكلام جملة في الأب ولا في الابن، لا متصلا ولا منفصلا، واللَّه تعالى أعلم.
وفي قوله أيضًا: قال خليفة بن خياط: أدرك -يعني حضينًا- خلافة سليمان. نظر؛ وذلك أن الذي قاله خليفة: وحضين بن المنذر أول خلافة سليمان؛ يعني مات. انتهى.
وبين اللفظين فرقان لفظًا ومعنى، على أنا أسلفنا أنه ما ينقل عن خليفة إلا بوساطة.
وذكر ابن عساكر أيضًا في "تاريخه"، عن يونس قال: وفد حضين على بعض الخلفاء فكأن الآذن أبطأ في الإذن، فسبقه القوم؛ لتباطؤه، فقال له الخليفة: ما لَكَ يا أبا ساسان تدخل عليَّ آخر الناس؟ ! فقال -وفي رواية هو معاوية-:
وكل خفيف الشأن يسعى مشمرا ... إذا فتح البواب بابك أصبعا
ونحن الجلوس الماكثون رزانة ... وحلما إلى أن يفتح الباب أجمعا
قال: فأومأ إليه معاوية بيده: أن أعطهم شيئًا؛ فإنك لا تعطي أحدًا شيئًا.