وعن أبي جعفر محمد بن مروان أن عليًّا قال (١): [الطويل]
لِمَن رايَةُ سوداء يَخفِقُ ظِلُّها ... إِذا قيلَ قَدِّمها حَضينٌ تَقَدَّما
فيوردها في الصَفِّ حَتَّى ينيلها ... حياض المَنايا تَقَطرُ المُوتَ وَالدَما
جَزى اللَّه قَومًا قاتَلوا في لِقائِهِم ... لدى الموت قومًا ما أَعز وَأَكرَما
وأطيب أخبارًا وأكرم شيمة ... إذا كان أصوات الرجال تغمغما
ربيعَة أَعني إِنَّهُم أَهلُ نَجدَةٍ ... وَبَأَسٌ إِذا لاقوا خَميسًا عَرمَرما
وكان العباس بن مصعب يقول: لما نزل حضين مرو كان قتيبة بن مسلم الباهلي يستشيره في أموره، وكان حضين ينطوي على بُغض قتيبة.
وعن أبي إسحاق قال: كان حضين صاحب شرطة علي بن أبي طالب.
وذكو عوانة أن حضينًا استأذن على قتيبة وعنده أخوه عبد اللَّه، فاستأذنه أن يمازح حضينًا فَأَبَى عليه فألح، فقال لحضين: من أين دخلت يا أبا ساسان؟ قال: ومن أين يدخل مثلي! ضعفت عن وثوب الجدار، قال: وكان ذاك يتهم بالتسلق على جيرانه، فقال له: من الذي يقول: [الطويل]
فزعنا وأمرنا وبكر بن وائل ... تجر خصاها تبتغي من تحالف
قال: الذي يقول:
قد علمت قيس وقيس عائله ... بأن شر الناس طرا بأهله
أباهم في كل حي نافله ... في أسد ومذحج وعامله
وما رجعت هبلتك الحابله
قال: ومَنِ الذي يقول: [الطويل]
لقد أفسدت أستاه بكر بن وائل ... من التمر ما قد أصلحته ثمارها
قال: الذي يقول: [الوافر]
وخيبة من تخيب على غنى ... وباهلة بن أعصر والرباب
وباهلة بن أعصر شر قيس ... وأخبث من وطي عفر التراب
فلا عفر الإله لباهلي ... ولا عافاه من سوء الحساب
(١) انظر: شرح نهج البلاغة ١٨/ ١٥٤، العقد الفريد ١/ ٣٩٦، الكامل في اللغة والأدب ٣/ ١٢، خزانة الأدب ٤/ ٣٥.