الزبير، فأرسل إلى جابر يلومه، وكان جابر تزوج الخامسة قبل أن تنقضي عدة الرابعة فصاح به سعيد والسياط تأخذه واللَّه ما ربعت على كتاب اللَّه؛ لأنك تزوجت الخامسة قبل انقضاء عدة الرابعة، وما هي إلا ليال فاصنع ما بدا لك فسوف يأتيك ما تكره، فما مكث إلا يسيرًا حتى قتل ابن الزبير.
قال محمد بن عمر: وكان أخذ التعبير عن أسماء، وأسماء عن أبيها أبي بكر، رضي اللَّه عنه، وضربه هشام ستين سوطًا.
وقال أبو يونس القوي: دخلت مسجد المدينة فإذا سعيد جالس وحده، فقلت: ما شأنه؟
قالوا: نهي أن يجالسه أحد، وكان له في بيت المال بضع وثلاثون ألفًا عطاء، فكان يدعى إليها فيأبى ويقول: لا حاجة لي فيها حتى يحكم اللَّه تعالى بيني وبين بني مروان، ولما حج عبد الملك وقف على باب المسجد ودعاه فأبى أن يأتيه مرتين، فقال عبد الملك: يرحم اللَّه أبا محمد أبى إلا صلابة، فلما استخلف الوليد قدم المدينة ودخل المسجد رأى شيخًا عليه الناس فسأل عنه، فقالوا: سعيد، فأرسل إليه فأبى أن يأتيه فهم به، فقال له جلساؤه: يا أمير المؤمنين؛ فقيه أهل المدينة، وشيخ قريش، وصديق أبيك، ولم يطمع ملك قبلك أن يأتيه، وما زالوا به حتى أضرب عنه.
وفي كتاب "الزهد" لأحمد: حج سعيد أربعين حجة. وذكره المرادي في: جملة الأضراء.
وقال عثمان بن حكيم: سمعت سعيدًا يقول: ما سمعت تأذينًا في أهلي منذ ثلاثين سنة.
وفي رواية عبد الرحمن بن حرملة: ما لقيت الناس منصرفين من صلاة منذ أربعين سنة.
وعن عمران بن عبد اللَّه، ما فاتته صلاة الجماعة منذ أربعين سنة، ولا نظر في أقفائهم، وكان يكثر الاختلاف إلى السوق، وقال: ما أظلني بيت بالمدينة بعد منزلي إلا أني آتي بنتًا لي فأسلم عليها أحيانًا.
وقال عبيد بن نسطاس: رأيت سعيدًا يعتم بعمامة سوداء، ثم يرسلها خلفه ورأيت عليه: إزارًا، وطيلسانًا، وخفين.
وعن محمد بن هلال أنه رأى سعيدًا يعتم وعليه قلنسوة لطيفة بعمامة بيضاء لها