أحفظ وهو أحب الناس إلي في إسماعيل بن أبي حكيم. وقال يحيى بن معين: لم يكن أحد أعلم بحديث منصور منه ولا أعلم بحديث أبي إسحاق والأعمش منه.
وقال أبو زرعة: أثبت أصحاب أبي: إسحاق الثوري، وشعبة، وإسرائيل.
ومن بينهم: الثوري، أحب إلي، كان أحفظ من شعبة في إسناد الحديث وفي متنه.
وذكر المنتجيلي: أنه ولد بدَسْتبا قرية من قرى الري، ومات سنة تسع وخمسين ومائة، وله أربع وستون سنة، وقيل: مات سنة إحدى وستين في أولها، ودفن بين العشاء والعتمة.
وقال الفريابي: نزل على عجوز في الحي من بني تميم فمات عندها.
وقال يحيى بن معين: يكتب حديثه ورأيه، كان سفيان إماما يقتدى به.
وقال ابن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: أيما أحب إليك رأي سفيان أو رأي مالك؟
قال سفيان: لا شك في هذا، سفيان فوق مالك في كل شيء.
وقال هشام بن يوسف القاضي وذكر سفيان، فقال: من الناس من يقطع ولا يخيط، ومنهم من يخيط ويقطع، وكان سفيان ممن يخيط ويقطع.
وقال حماد بن زيد: قال لي سفيان بن سعيد: ربما تحركت الفأرة، فأقول: قد جاءوا يطلبوني، فقلت: لو طلبت الأمان من القوم أمنوك، قال: إني سأكتب.
فكتب: من سفيان بن سعيد إلى محمد بن عبد اللَّه -يعني: - المهدي، قال: فقلت: تبدأ باسمك، فقال: ألم يكتب العلاء بن الحضرمي للنبي صلى اللَّه عليه وسلم فبدأ باسمه فكتب فلم يكتب أمير المؤمنين، فقال: وأمير المؤمنين هو؟ دعوني ما بيني وبين الظهر أفكر، قال: فحم من يومه وكان موته فيه.
وقال أبو أسامة: لقيت يزيد بن إبراهيم التستري صبيحة الليلة التي مات فيها سفيان، فقال لي: قيل لي في منامي: الليلة مات أمير المؤمنين، فقلت: ردًا علي فقيل لي في المنام: مات الثوري، فقلت له: قد مات الليلة ولم يكن علم.
وقال ابن اليمان: ما رأيت مثله ولا رأى مثل نفسه أقبلت الدنيا عليه فصرف وجهه عنها، وقد أتعب القراء بعده.
وقال علي بن ثابت: قومت كل شيء على سفيان في طريق مكة بدرهم وأربعة دوانيق، وما رأيته في صدر مجلسه قط إنما كان يقعد إلى جنب الحائط، ويجمع ما بين