ركبتيه، ولو رأيته ومعك فلس، وأنت لا تعرفه لظننت أنه لا يمتنع أن تضعه في كفه.
وقال أبو بكر ابن عياش: إني لأرى الرجل قد صحب سفيان فيعظم في عيني ولما أتى الرملة، أرسل إليه إبراهيم بن أدهم تعال فحدثنا، فقيل له: فقال: أردت أن انظر تواضعه فجاء فحدثه.
وقال قتيبة: لما مات الثوري؛ مات الورع، ومرض مرة، ثم نقه فاختبر حفظه فبلغ خمسة وعشرين ألفا، وقيل له: ما لك لم تدخل إلى الزهري، فقال: لم يكن لي دراهم.
وقال المثنى بن الصباح: هو عالم الأمة وعابدها، وقال ابن المبارك: لم يكن في زمنه أحد أعلم منه.
وقال مالك: كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب، ثم صارت تجيش علينا بالعلم منذ جاء سفيان وقد فارقني على أن لا يشرب النبيذ.
ولما مات مسعر لم يشهده سفيان؛ لأنه كان ينسب إلى الإرجاء، وكان سفيان يتشيع فلما لقي أيوب وابن عون بالبصرة ترك التشيع. انتهى كلامه. وفيه نظر لما ذكره الآجري، عن أبي داود: إنما سمع يزيد وابن علية من سفيان الثوري حين قدم البصرة على يونس ولم يلق سفيان وأيوب بالبصرة قدم سفيان البصرة بعد موت أيوب وإنما لقي أيوب بمكة.
وقال وكيع: ما زال الناس يخالطون السلطان ولا يعتبونهم بذلك حتى جاء سفيان.
وقال أحمد الزبيري: لقد رأيت منادي المهدي ينادي على الثوري، وإنه لفي الطوارف ما يرى، وخلف لما مات ثلاث مائة دينار جعل ماله كله لأخته ولم يورث المبارك أخاه شيئًا.
وقال أبو إسحاق الفزاري: لو خيرت لهذه الأمة لما اخترت لها إلا سفيان.
وقال ابن عيينة: متجنبو السلطان في زمانهم ثلاثة: أبو ذر في زمانه، وطاوس في زمانه، وسفيان في زمانه، وكان عمر بن ذر يؤذي سفيان ويلقبه البقري.
وقال أبو داود: قال سفيان: ما رأيت على الجمل وصفين فضيلة.
وكان يقول: إذا مر بك المهدي، وأنت في البيت فلا تخرج إليه حتى يجتمع عليه الناس وذكر صفين، فقال: ما أدري أخطئوا أم أصابوا، وكان لسفيان ثلاثة عشر قمطرًا ورئي معه خرج عن ابن جريج، وأصحاب سفيان فيما ذكره يحيى وأحمد: يحيى، وعبد الرحمن، ووكيع، وأبو نعيم، وابن المبارك، والأشجعي، وولد سفيان سنة