رأيت جوابًا أشفى ولا أَوْجَز منه، ولكان أحب إليَّ من ربح عشرين ألفًا.
وقال جرير: رأيت رجلا تركي الوجه على باب الأعمش يقول: كان فلان مرجئًا، يعني: رجلا عظيمًا، فذكرت ذلك للمغيرة، فقال: فعل اللَّه بهم وفعل، لا يرضون حتى يحلون بدعتهم الأئمة.
قال أبو عبد اللَّه: ومذهب إبراهيم الذي نُقل إلينا عنه بخلافه، فلا أدري أكان ينتحلها ثم رجع عنها، أو اشتبه على الناقلين حقيقة الحال فيما نقلوه، فاسمع الآن الروايات الصحيحة عن إبراهيم، الدالة على صحة عقيدته في مذهب أهل الحديث في الأصول والفروع.
قال حفص بن عبد اللَّه: سمعت ابن طهمان يقول: واللَّه الذي لا إله إلا هو؛ لقد رأى محمد صلى اللَّه عليه وسلم ربه عز وجل.
وقال حماد بن قيراط: سمعت إبراهيم يقول: الجهمية كفار، والقدرية كفار، ومن أنكر أن اللَّه تعالى يتكلم وأن اللَّه لا يُرَى في القيامة فقد كفر.
قال الحاكم أبو عبد اللَّه: فقد أقمنا البراهين على مذهب إبراهيم، إذ هو إمام لأهل خراسان في مذهب أهل الحديث، وأول مفت للحديث بنيسابور، كي لا يغتر بتلك الحكايات التي اشتبهت مُغتر، فإن مثل إبراهيم مرغوب في الانتماء إليه، فلذلك ادعته أهل الكوفة أنه منهم، وقد اختلفوا بمثل هذا الخلاف في سفيان الثوري لجلالته، والروايات ظاهرة بخلاف ما ادعوه، واللَّه تعالى أعلم.
وفي "تاريخ هراة": كان طهمان أبو إبراهيم من أهل المعرفة بالعلم، وقد رُوي عنه، وكان إبراهيم محدثًا عالمًا، ما أَخْرَجت خراسان مثله.
وقال الفضل بن زياد لما سُئل عنه: كفاك رواية ابن مهدي عنه.
وقال إسحاق بن راهوية: كان صدوقًا حسن الحديث، أنبا عثمان بن سعيد، ثنا نعيم بن حماد، قال: سمعت عن إبراهيم بن طهمان منذ أكثر من ستين سنة أنه مرجئ.
وسمعت محمد بن عبد الرحيم يقول: كان إبراهيم من أهل باشان، معروف الدار بها والقراءة، وكان يُطعم أهل العلم الطعام، وسمع من محمد بن إسحاق بنيسابور، وذلك أن محمدًا قَدِم نيسابور.
وسمعت محمد بن إسحاق بن إبراهيم يقول: كان أبي حسن الرأي في إبراهيم، ويُثني عليه بأنه كان صحيح الحديث، حسن الرواية، كثير السماع، ما كان أحد أكثر