قال الخليلي: وأبو إسحاق إمام مقتدى به، وهو صاحب كتاب "السير"، نظر فيه الشافعي وأملى كتابًا على ترتيب كتابه ورضيه، وقال الحميدي: قال لي الشافعي: لم يصنِّف أحد في السير مثله.
وفي كتاب "الشهداء" لابن حبيب المالكي: أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد بن زياد، روى عن يحيى بن سليمان القرشي.
وقال أبو زرعة الدمشقي: سألت ابن معين قلت: فأبو إسحاق فوق مروان؟ قال: نعم.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: صدوق.
وقال أبو عبد اللَّه محمد بن إبراهيم الأصبهاني: قلت لأبي حاتم: ما تقول في أبي إسحاق؟ فقال: كان عظيم الغناء في الإسلام ثقة مأمونًا.
وقال إسحاق بن إبراهيم: أخذ الرشيد زنديقًا فأمر بضرب عنقه، فقال له الزنديق: لِمَ تضرب عنقي؟ قال: أريح العباد منك. قال: فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، كلها ما فيها حرف نطق به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ قال: فقال له الخليفة: أين أنت يا عدو اللَّه من أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك، يأخذانها فيخرجانها حرفًا حرفًا.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: إذا رأيت شاميًّا يحب الأوزاعي والفزاري فهو صاحب سُنَّةٍ. وفي لفظ: رجلان من أهل الشام إذا رأيت رجلا يحبهما فاطمئن إليه؛ الأوزاعي وأبو إسحاق، كانا إمامين في السُّنة.
قال ابن عيينة: قال هارون لأبي إسحاق: أيها الشيخ؛ بلغني أنك في موضع من العرب. قال: إن ذلك لا يُغني عني من اللَّه تعالى يوم القيامة شيئًا.
وقال أبو علي الروذباري: كان أبو إسحاق يقبل من الإخوان والسلطان جميعًا، فكان ما يأخذ من الإخوان ينفقه في المستورين الذين لا يتحركون، والذي يأخذ من السلطان كان يخرجه إلى أهل طرسوس.
وقال سليمان بن عمر الرقي: مات أبو إسحاق في آخر سنة سبع.
وقال صبيح صاحب بشر: لما مات أبو إسحاق رأيت اليهود والنصارى يحثون التراب على رؤوسهم ممَّا نالهم.
وقال عُبيد بن جنَّاد: لما مات أبو إسحاق بكى عطاء، ثم قال: ما دخل على أهل