للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أي العمائر لست في رقابهم ... لأولية هذا أوله نعم

في كفة خيزران.

وممن ذكر ذلك لنا محمد بن يحيى، عن الغلابي، عن مهدي بن سابق: أن داود بن سلم قال: هذه الأربعة الأبيات في قثم بن العباس، وذكر أن الفرزدق أدخل هذه الأبيات سوى البيت الأول في مدح علي بن الحسين.

وذكر الرياشي عن الأصمعي: أن رجلا من العرب يقال له: داود وقف لقثم فناداه:

يكاد يمسكه عرقان راحته ... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

كم صارخ بك من راج وراجية ... في الناس يا قثم الخيرات يا قثم

والصحيح أنهما للحزين، واسمه عمرو بن عبيد بن وهب بن مالك الكناني بن عبد اللَّه بن عبد الملك بن مروان، وكان على مصر، وقد غلط ابن عائشة في إدخاله هذين البيتين في أبيات الفرزدق، وأبيات الحزين مؤتلفة منتظمة المعان، متشابهة تنبئ عن نفسها وهي:

اللَّه يعلم أن قد جئت ذا يمن ... ثم العراقين لا يثنى الشام

ثم الجزيرة أعلاها وأسفلها ... كذاك تسري على الأهوال بي القدم

ثم المواسم قد أوطنتها زمنًا ... وحيث تحلق عند الجمرة اللمم

قالوا دمشق نبأك الخبير بها ... ثم ائت مصر فثم النائل القمم

لما وقفت عليها في الجموع ضحى ... وقد تعرضت الحجاب والخدم

حييته بسلام وهو مرتفق ... وصحبة القوم عند الباب تزدحم

في كفه خيرزان. . . البيتين.

وبعدهما:

ترى رءوس بني مروان خاضعة ... وإن هم أنسوا أعراضه وجموا

كلتا يديه ربيع غير ذي خلف ... فتلك بخر وهذي عارض هرم

وأخبرني حبيب بن نصر المهلبي، ثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عمي أن عبد اللَّه بن عبد الملك بن مروان حج، فقال له عبد الملك: سيأتيك الحزين الشاعر بالمدينة، وهو ذرب اللسان، فإياك أن تحتجب عنه ووصفه له، فلما قدم عبد اللَّه المدينة وصفه لحاجبه، وقال: إياك أن ترده، فلم يأت الحزين حتى قام عبد اللَّه لينام، فقال له الحاجب: قد ارتفع،

<<  <  ج: ص:  >  >>