فلما ولَّى ذُكِرَ فلحقه فرجع به واستأذن له فدخل، فلما رأى جمال عبد اللَّه وبهاءه، وفي يده قضيب خيزران وقف ساكتًا فأمهله عبد اللَّه حتى ظن أن قد راح، ثم قال: السلام يرحمك اللَّه، قال: عليك السلام، وحيا اللَّه رحمك أيها الأمير إني كنت مدحتك بشعر، فلما دخلت عليك ورأيت جمالك وبهاءك، أذهلني عنه فأنسيت ما كنت قلته، وقد قلت في مقامي هذا بيتين، قال: ما هي؟ فأنشده، في كفه البيتين، فأجازه وأخدمه.
قال أبو الفرج: ومن الناس من يقول: أن الحزين قالها في عبد العزيز بن مروان لذكره دمشق ومصر، انتهى.
وزعم أبو بشر الآمدي في كتابه "المختلف والمؤتلف": أن دعبلا أنشد هذا. . . . لكثير بن كثير في علي بن الحسين بن علي.
الثاني: لم أر أحدًا أنشده كما أنشده المزي بكفه خيزران، ولا قول الفرزدق: لما حبس يحبسني، إنما رأيت في كفه أيحسبني بهمزة قبل الياء وهو الصواب، وهو النظر الثالث.
وفي "تاريخ الطالبيين" الجعابي: مات سنة اثنتين وسبعين، وقيل: وتسعين.
وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي: أربع وسبعين، كذا هو مجود بخط بعض الحفاظ، وعن بصرة قال: قال: لعله يزيد بن معاوية من أولى الناس بهذا الأمر؟ قالوا: أنت. قال: أولى به علي بن حسين لعلمه فيه شجاعة بني هاشم، ومخادعة بني أمية، ودهاء ثقيف.
وعن أبي حمزة قال: كان علي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.
روى عن: جابر بن عبد اللَّه الأنصاري، وعبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب، وعبد اللَّه بن الزبير بن العوام، وأبي أسيد الساعدي، وأبي عبد الرحمن الحارث بن هشام، وأسامة بن زيد، وبريدة بن الحصيب.
وروى عنه: سعيد بن المسيب، وعبد اللَّه بن محمد بن عقيل، وسالم أبو النضر، وأبو سهل نافع بن مالك، والوليد بن رباح، وعيسى الملائي شيخ كوفي، وعثمان بن خالد بن الزبير بن العوام، وعبد اللَّه بن عطاء شيخ لأهل الكوفة، وأفلح بن حميد بن نافع المدني، وشيبة بن ثعلبة أبو محمد الكوفي، وثابت بن هرمز أبو المقدام، وعبد الملك بن أبي سليمان، وشرحبيل بن سعد أبو سعد المدني، ويزيد بن عبد اللَّه بن الهاد، وضميرة أبو عبد اللَّه بن ضميرة مولى بني هاشم، وسعد بن سعيد بن قيس بن