قهيد الأنصاري، وعبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند، وأبو إسحاق مولى بني هاشم، وموسى بن عيسى شيخ مدني، ومحمد بن عمرو بن عطاء أبو عبد اللَّه المدني، ومحمد مولى الزبير مدني، وحبيب بن حسان كوفي، وعباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعبد اللَّه بن حسين بن علي أبو علي بن حسين، هكذا رأيت في الحديث، والصواب في النسب عبيد اللَّه بن حسين على أبو علي بن حسين.
حدثني محمد بن حفص أبو جعفر، ثنا محمد بن عبيد المحاربي، ثنا إبراهيم بن أبي يحيى، حدثني عبد الرحمن بن مهران المدني، عن عبد اللَّه أو عبيد اللَّه، -قال القاضي، يعني: الجعابي: أنا أشك-: أن علي بن الحسين كان يتداوى بألبان الإبل من مرض كان به.
وفي "تاريخ دمشق" عن الزهري قال: سمعت سيد العابدين علي بن حسين يحاسب نفسه ويناجي ربه يقول: في كلام طويل: يا نفس حتام إلى الدنيا سكونك، وإلى عمارتها ركونك، أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك، ومن وارته الأرض من آلافك، ومن فجعت به من إخوانك، ونقل إلى البلا من أقرانك:
فهم في بطون الأرض بعد ظهورها ... محاسنهم فيها بوال دواثر
خلت دورهم منهم وأقوت عراصهم ... وساقهم نحو المنايا المقادر
وخلَّوا عن الدنيا وما جمعوا لها ... وضمَّتهم تحت التراب الحفائر
كم تخرمت أيدي المنون من قرون بعد قرون وكم غبرت الأرض ببلاها وغيبت في ثراها من صفوف الناس وشيعتهم إلى الأرماس:
وأنت على الدنيا مكب منافس ... لخطائها فيها حريص مكاثر
على خطر تمسي وتصبح لاهيًا ... أتدري بماذا لو عقلت تخاطر
وإن امرئ يسعى لدنيا دائبًا ... ويذهل عن أخراه لا شك خاسر
فحتام على الدنيا إقبالك، وبشهواتها اشتغالك، وقد وخط القبر، وأتاك النذير، وأنت عما يراد بك ساهي، وبلذة يومك لاهي:
وفي ذكر هول الموت والقبر والبلا ... عن اللهو واللذات للمرء زاجر
أبعد اقتراب الأربعين تربُّص ... وشيب قذال منذر لك ذاعر
كأنك تعني بالذي هو صائر ... لنفسك عمدًا أو عن الرشد حائر