وقال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين -فيما أنشده المرزباني-: وأما أبو عمر فأنشدهما للفضل بن عباس بن عتبة:
ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفًا ... عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
أليس أول من صلى لقبلتهم ... وأعلم الناس بالفرقان والسنن
وقال المقداد بن الأسود الكندي من أبيات يمدح عليًّا -فيما ذكره الكلبي في كتاب "الشورى" تأليفه-:
كبر للَّه وصلى وما صلى ... ذوو العيب وما كبروا
وقال السيد الحميري من أبيات يذكره:
من كان أولها سلمًا وأكثرها ... علما وأطهرها أهلا وأولادا
وقال بكر بن حماد التاهرتي:
قل لابن ملجم والأقدار غالبة ... هدمت ويحك للإسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي على قدم ... وأول الناس إسلامًا وإيمانا
وقال عبد اللَّه بن المعتز وكان يتّهم بالنصب من أبيات ذكرها الفرغاني في "الذيل" يذكر عليًّا وسابقته، والفضل ما شهدت به الأعداء:
وأول من ظل في موقف ... يصلي مع الطاهر الطيب
وذكر أبو عمر أن هذا القول: محكي عن سلمان الفارسي، وخباب، وجابر، وأبي سعيد، زاد ابن عساكر: أنس بن مالك، وعفيفًا الكندي، وابن عباس، وأبا أيوب، ويعلى بن مرة، وليلى الغفارية، ومحمد بن كعب القرظي، وعند العسكري أبي أحمد: وعائشة بنت أبي بكر رضي اللَّه عنهما، وفي "معجم البغوي": وقاله علي عن نفسه.
وقال أبو بكر محمد بن الحسن الشافعي في إملائه على حديث الغار: مَن روى سَبْق علي لم يُخبر عن مشاهدة ولا حضور، وابن عباس قد روى عنه: أن أبا بكر رضي اللَّه عنه أول الناس إسلامًا، مستشهدًا بقول حسان:
وأول الناس منهم صدق الرسلا
وهو قول إبراهيم النخعي وغيره، انتهى.
لقائل أن يقول: قد تقدم ذكر من أخبر عن إسلام علي عن مشاهدة وهو خزيمة وغيره. وذكر عمر بن شبة في كتابه "أخبار محمد بن سلام الجمحي"، وغيره: أن خالد بن سعيد بن العاص أسلم قبل علي بن أبي طالب، قال: ولكني كنت أفرق أبا