وقيل: عن الزهري ورده، وسليمان بن يسار في آخرين: أن زيدًا أسلم قبله.
وفي كتاب "التنبيه والإشراف" لابن أبي الحسن علي بن الحسين المسعودي: وقال قوم: أوَّلهم إسلامًا: خباب بن الأرت، من سعد بن زيد مناة، وقال آخرون: بلال بن حمامة. وقد كشف قناع هذه المسألة فقال: اتفق العلماء على أن أول من أسلم خديجة -رضي اللَّه عنها-، وأن اختلافهم إنما هو في من أسلم بعدها، فمن الرجال أبو بكر، ومن الصبيان علي، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن العبيد بلال -رضي اللَّه عنهم أجمعين-، وكأنه لمح لما قال الواقدي وأصحابنا مجمعون: أن أول أهل القبلة إسلامًا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خديجة، ثم اختلف في ثلاثة في أيهم أسلم أولا؟ أبي بكر، وعلي، وزيد، وما نجد إسلام علي صحيحًا إلا وهو ابن إحدى عشرة سنة.
وآخى النبي صلى اللَّه عليه وسلم بينه وبين سهل بن حنيف.
وقال الخطيب في "المتفق والمفترق": هو أول من صدق الرسول صلى اللَّه عليه وسلم من بني هاشم، انتهى. هذا كلام لا غبار عليه ولا ريب، وتأول بعضهم الأشعار المذكورة على أن قائلها أراد الصحابة الذين هو بين ظهرانيهم؛ إذ كان أبو بكر رضي اللَّه عنه قد قبض، والباقون منهم لا ينازع عليًّا في هذه المنقبة، واللَّه تعالى أعلم.
وذكر المزي عن: بريدة، وأبي هريرة، وجابر، والبراء، وزيد بن أرقم حديث الموالاة وكأنه لم ير ما ألفه أبو العباس، فإنه ذكر فيه كتابًا ضخمًا ذكر فيه نيفًا وسبعين صحابيًّا، وذكر المزي الصحابة الذين رووا حديث:"لأعْطِيَنَّ الرَّايَةَ (١) " يوم خيبر، وممن لم يذكره الزبير بن العوام، وعلي نفسه، والحسن ابنه، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وأبو ليلى الأنصاري، وعامر بن أبي وقاص، وجابر بن عبد اللَّه.
قال الحاكم: رواه جماعة كبيرة عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم.
وفي "كتاب العسكري": ولد بمكة في الشعب، قبل الوحي باثني عشرة سنة، وعبد الرحمن بن ملجم نخعي حليف لمراد، ضربه لسبع عشرة خلت من رمضان، ومات رضي اللَّه عنه ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت منه.
(١) أخرجه ابن أبي شيبة ٦/ ٣٦٧، رقم ٣٢٠٨٠، وأحمد ١/ ٩٩، رقم ٧٧٨، وابن ماجه ١/ ٤٣، رقم ١١٧، والبزار ٢/ ١٣٦، رقم ٤٩٦، والطبراني في الأوسط ٢/ ٣٨١، رقم ٢٢٨٦، والضياء ٢/ ٢٧٥، رقم ٦٥٥، وقال الهيثمي ٩/ ١٢٢: إسناده حسن.