للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أربعين، وإنما استكمل بخلافته حكم النبي صلى اللَّه عليه وسلم أن الخلافة بعده ثلاثون سنة، وهم المتأخر فجعل سنة ولايته للخلافة سنة وفاته، انتهى كلامه. وفيه نظر من حيث إن ولايته لم يقل أحد أنها سنة أربع، واللَّه أعلم.

وأما قوله: استكمل قول النبي: "الْخِلافَةُ بَعْدِي ثَلاثُونَ سَنَةً" فغير جيد؛ لأنَّ استكمالها إنما هو بولاية ابنه الحسن على ذلك أصحاب التواريخ قاطبة.

وذكر أبو هلال العسكريّ في كتاب "الأوائل": لمَّا شكى المشركون النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم إلى أبي بكر رضي اللَّه عنه لما قَدِم من سفره، فقال: ومن تبعه على مخالفة دينكم؟ قالوا: ابن أبي طالب. قال أبو هلال: وهذا يدل على أن عليًّا إذ ذاك كان بالغًا، ولو كان صبيًّا صغيرًا لما اعتدَّ به المشركون تابعًا.

وفي "أخبار الكوفة" للتاريخي من حديث مجالد، عن الشعبي: أمر الحجاج ببناء القبة التي بين يدي المسجد بالكوفة، فلمَّا حفر الأساس هجموا على جسد طري فيه ضربة على رأسه، فقال الحجاج: من يخبرني بهذا، فجاء عدة من المشيخة، فلما نظروا إليه قالوا: هو علي بن أبي طالب، فقال: لعنه اللَّه أبو تراب، واللَّه لأصلبنَّه، فردَّه عن ذاك ابن أم الحكم، فأمر الحجاج بحفائر فحفرت من النهار، ثم أمر بجسد علي فطرح ليلا في واحدة منها بحيث لا يعلمون. وعن الواقدي: دُفِن عند مسجد الجماعة في قميص الإمارة. وعن منجل بن غضبان قال: دخلني خالد بن عبد اللَّه بدار يزيد فحدث قومه. . . . . كبير البطن، أبيض الرأس واللحية. وذكر السلابي في "تاريخ خراسان": أن عليًّا دفن بالسدة، ويقال: بالكناسة، ولما بعث النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان لعلي عشر، وقيل: تسع، وقيل: سبع، فرباه على دينه، وكان أبوه ضمه إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم يمونه ويصونه؛ فلذلك قال قوم: هو أول من أسلم، وقيل أول من آمن: زيد ثم أبو بكر، وقال ثُبَيت خادم علي: لما أصيب علي سال الدم على الحصى، قال: فحملنا الدم والحصى، فدفناه مع علي.

وفي كتاب "النساء المهبرات": كان له تسع عشرة وليدة، ومنهن من معها ولدها ومنهن من هي حبلى، ومنهن من قد مات ولدها.

وفي "شرح الكامل" لابن السيد: ثبت في الحديث أن عليًّا قال: وافقني ربي في ثلاث؛ قلت: من لانت كلمته وجبت محبته، وقال جل وعز: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: ١٥٩]، وقلت: المرء مخبوء تحت لسانه. وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>