للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حفظه أنه يهم، وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحة عدالته، بأوهام يهم في روايته، ولو سلكنا هذا المسلك، للزمنا ترك حديث الزهري، وابن جريج، والثوري، وشعبة؛ لأنهم أهل حفظ وإتقان، وكانوا يحدِّثون من حفظهم ولم يكونوا معصومين، حتى لا يَهِمُوا في الروايات، بل الاحتياط والأوْلَى في مثل هذا، قبول ما يروي الثبتُ من الروايات، وترك ما صحَّ أنه وهمَ فيها، ما لم يفحش ذلك منه حتى يغلب على صوابه، فإن كان كذلك استحقَّ الترك حينئذ.

ومن العبارات التي ترادف هذه المرتبة: فلان صدوق صاحب حديث، اكتبوا عن فلان، اكتب عن فلان حتى تجف يدك، فلان مستقيم الحديث، أو مستقيم الأمر بالحديث، أو في الرواية، فلان ثقة وليس بمحل أن يقال له: حجة، أو ليس بالحجة، فلان إذا روى عن ثقة أو روى عنه ثقة فهو صحيح الحديث، أو مستقيم الحديث، فلان ممَّن يُرضى به في الحديث، فلان صحيح الكتاب، فلان صدوق صاحب كتاب، فلان أكثر الناس عنه، أكثر عنه الأئمة، فلان أحاديثه يحتجُّ بها، أو فلان يحتجُّ به، فلان عمدة، أو معتمد، أو يعتمد عليه.

فلان ثقة لم يُذكر إلا بخير، فلان كان معتبرًا، فلان مقبول القول، وقد يطلقون المقبول على من يُقبل حديثه ولا يحرك، فيدخل في ذلك من يصلح في الشواهد والمتابعات، وإن لم يحتجَّ به بمفرده، والعبرةُ حينئذ بالقرينة.

فلان ثقة يُخطئ كما يخطئ الناس، فلان القلب إلى أنه ثقة أميلُ، فلان مضبوط الحديث، فلان صدوق له حفظ، أو يصدق ويحفظ، فلان صدوق نقيُّ الحديث، ثقة لو قيل له: اكذب؛ لم يحسن، أو لم يعرف أن يكذب، فلان كان معدلا عند أهل بلده، هو ممن تقوم به الحجة إذا روى عنه الثقات، ثقة فيما تفرَّد به وشُورك فيه، كان جميل الأمر في الحديث، ثقة ثقة ورأيت أحمد يكتب حديثه، أو أحاديثه بنزول.

فلان صحيح الحديث وقوي الحديث، فلان مستوي الحديث، كان فلان مكينًا عند فلان، فلان ثقة لا شك فيه، فلان استقامته في الحديث استقامة الأثبات، فلان أحدُ منْ ثبت حديثه، أو من ثقات المسلمين، أو ثقة بلا ثنيا، أو ثقة بلا تردد، فلان يُجزئ، وقد يعني: لا بأس به، واللَّه أعلم.

المرتبة الثالثة: من قصر عن درجة الثانية قليلا، وإليه الإشارة بقولهم: صدوق، أو محله الصدق، أو لا بأس به. قال ابن أبي حاتم: فهو ممَّن يُكتب حديثه، ويُنظر فيه، وهي المنزلة الثانية -يعني: على حسب تقسيمه-، وزاد الحافظ العراقيّ: أو مأمون، أو خيار، أو ليس به بأس؛ ولكنها قد تدلُّ على أن المقصود بها ثقة، كما هي عند ابن معين وبعض أهل العلم، ولكن لا تُعرف إلا بالقرينة، فالأصل أنها في هذه المرتبة.

ومن العلماء مَنْ فرَّق بين صدوقٍ وبين محلَّه الصدق، وهو الذهبي، وتَبِعَه العراقيّ فجعل

<<  <  ج: ص:  >  >>