أصح حديثًا عندنا من هشيم، على ذلك تظافرت نسخ كتابه، وكذا نقله عنه أيضًا جماعة من العلماء.
وقال ابن عبد البر في "الاستغناء": أجمعوا على أنه ثقة ثبت حجة فيما حدث من كتابه، وكان إذا حدث من حفظه ربما غلط.
وفي كتاب "الكنى" لأبي بشر الدولابي -من نسخة في غاية الجودة والقدم-: أبو عوانة وضاح بن عبد اللَّه البصري، ثنا أبو الرببع خالد بن يوسف، ثنا أبو عوانة وضاح بن عبد اللَّه، وثنا إسحاق بن سيار النصيبي، ثنا عمرو بن عاصم الكلابي، قال: أبو عوانة من سبي جرجان.
حدثني محمد بن يعقوب، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا أبو عوانة واسمه وضاح بن الصلاح، وكان مولى لبني المقرن، وكان من سبي المهلب.
وقال أبو أحمد: أبو عوانة وضاح، ويقال: وصاح بن عبد اللَّه، والأول أثبت.
وقال النسائي: أبو عوانة وضاح بن عبد اللَّه، ويقال: وضاح بن الملاح.
أنبا محمد بن عيسى: سمعت عباسًا، سمعت يحيى يقول: إذا اختلف أبو عوانة وشريك فالقول قول أبي عوانة، أنبا معاوية بن صالح عن يحيى، أنه قال: أبو عوانة صحيح الكتاب، ثقة، مقنع.
أنبا عبيد اللَّه بن سعيد، عن عبد الرحمن، قال أبو عوانة، وهشيم لسعيد وهمام: إذا كان الكتاب، فكتاب أبي عوانة، وإذا كان الحفظ، فحفظ هشيم، وإذا كان الكتاب فكتاب همام، والحفظ حفظ سعيد. وفي "تاريخ ابن قانع": صلى عليه سليمان بن جعفر بن سليمان في إمارة جعفر بن سليمان أبيه.
وفي "تاريخ أحمد بن علي بن ثابت": عن محمد بن غالب بن حرب، عن يحيى بن معين، قال: كان أبو عوانة يقرأ ولا يكتب، وعن الدوري قال: سمعت يحيى يقول: كان أبو عوانة أميًّا يستعين بإنسان يكتب له، وكان أبو عوانة يقرأ الحديث.
وقال يحيى بن سعيد القطان: كان أبو عوانة مأمونًا.
وقال المبارك بن فضالة: قال لي شعبة: الزم أبا عوانة.
وقال أبو جعفر محمد بن عيسى: ما رأيت أبا عوانة يضحك، قال: وترك ابن علية الضحك وقبل موته بتسع سنين.
وقال جعفر بن أبي عثمان: سمعت قاسمًا المديني يسأل يحيى بن معين على باب عفان، فقال: من لأهل البصرة مثل سفيان؟