قال أبو داود: ما رئي لوكيع كتاب قط، وأملى عليهم حديث سفيان عن الشيوخ، ثم قال: لا عدت إلى هذا المجلس أبدًا.
وأظن حدثني الحسن بن عيسى، قال: قال لي وكيع: ما صنفت حديثًا قط.
قال أبو داود: وكان وكيع لا يحدث عن هشيم؛ لأنه كان يخالط السلطان، ولا يحدث عن إبراهيم بن سعد، وضرب على حديث ابن أبي عبلة.
قال أبو داود: قال عبد الرزاق: شكا إلي سفيان بن عيينة، وقال: ترك حديثي.
قال أبو داود: وكان أبوه على بيت المال، فكان إذا روى عنه، قال: حدثنا أبي وسفيان، أبي وإسرائيل، وما أقل ما أفرده! .
وفي "تاريخ بغداد": قال وكيع: جئت إلى الأعمش، فقال لي: ما اسمك؟
قلت: وكيع.
قال: اسم نبيل، ما أحسب إلا سيكون لك نبأ، أين تنزل من الكوفة؟ قلت: في بني رؤاس.
قال: أين من منزل الجراح بن مليح.
قال: قلت: ذاك أبي، وكان أبي على بيت المال، فقال: اذهب فجئني بعطائي، وأحدثك بخمسة أحاديث، فكان كل شهر أجيء له بعطائه ويحدثني خمسة أحاديث، وجاء رجل إلى وكيع مرة، فقال: إني أمت إليك بحرمة، فقال: وما هي؟
قال: كنت تكتب من محبرتي في مجلس الأعمش، فوثب وكيع وجاءه بصرة فيها دنانير، وقال: اعذرني فإني لا أملك غيرها.
وقال يحيى بن معين: رأيت عند مروان بن معاوية لوحًا فيه أسماء شيوخ: فلان رافضي، وفلان كذا، وفلان كذا، ووكيع رافضي.
قال يحيى: فقلت له: وكيع خير منك.
قال: مني؟
قلت: نعم.
قال: فما قال لي شيئًا. ولو قال شيئًا لوثب أصحاب الحديث عليه.
وقال يحيى بن أكثم: صحبت وكيعًا في السفر والحضر، فكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة.
وقال ابنه سفيان: كان أبي يصوم الدهر، فكان يبكر فيجلس لأصحاب الحديث إلى ارتفاع النهار، ثم يقيل إلى صلاة الظهر، فإذا صلى الظهر قصد طريق المشرعة التي