للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مخلوطين بغيرهم، إلا أنه ابتدأ في حرف "الهمزة" بمن اسمه أحمد، وفي حرف الميم بمن اسمه محمد.

إذن المزي رحمه اللَّه تعالى، حين تبحث عن ترجمة مثلا لعبد اللَّه بن عمرو، أو عبد اللَّه بن عباس، أو حذيفة، أو غيره، تأتي إلى حرف (الحاء) وتجده في ترتيبه الطبيعي، يعني: لم يُصَدِّر حرف (الحاء) بالصحابة، فلما انتهى منهم أتى على غيرهم. حرف الحاء مع الألف، الحاء مع الباء، مع التاء، مع الثاء، إلى أن تصل إلى حرف الحاء مع الذال، فتجد ترجمة حذيفة في موضعها الطبيعي من الكتاب.

تاسعًا: نَسَبَ بعض الأقوال في الجرح والتعديل إلى قائليها من أئمة الجرح والتعديل بالسند، وذَكَرَ بعض تلك الأقوال بدون سند، وقال: وما في كتابنا هذا ممَّا لم نذكر له إسنادًا، فما كان بصيغة الجزم، فهو ممَّا لا نعلم بإسناده إلى قائله المَحْكِيِّ عنه بأسًا، وما كان بصيغة التمريض فربَّما كان في إسناده نظر.

فحينما يذكر كلام أبي حاتم، أو كلام يحيى بن معين، أو كلام يحيى القطان، أو كلام شعبة، أو كلام الطبقة التي أنزل منها، كابن مهدي، وابن المديني، وغيره، يأتي بالإسناد، فيذكر مثلا تواريخ ابن معين كثيرة، يعني: ابن معين روى عنه تلامذته، سألوه كثيرًا مثلا "تاريخ ابن معين" برواية عباس الدوري، أربعة مجلدات بتحقيق الدكتور أحمد سيف؛ رواية الدقاق، رواية ابن طهمان، رواية ابن الجنيد، هذه كلها تلامذة ابن معين، سألوه في رواة فأجاب عنهم. فيقول مثلا يأتي المزي فيقول: وقال ابن معين في رواية الدقاق، أو قال: في رواية ابن طهمان، أو في رواية الدوري؛ أو غيره، فيذكر السؤال بإسناده، وهذا يعتبر وعاءًا كبيرًا لأسانيد كُتب الجرح والتعديل.

فإذا حذف الإسناد وقال: قال أبو حاتم كذا، معناه: أن إسناده صحيح، إذا قال: ويقال: فيه كذا؛ إذًا إسناد كلام أبي حاتم فيه نظر.

عاشرًا: نَبَّهَ على ترتيبات بعض الأسماء المُبْهمة أو المَكْنِيَّة، وما أشبه ذلك، فقال: فإذا كان في أصحاب الكُنى من اسمه معروف من غير خلاف فيه، ذكرناه في الأسماء ثم نبَّهنَا عليه في الكنى، وإن كان فيهم مَنْ لا يُعرف اسمُه، أو اخْتُلِفَ فيه، ذكرناه في الكنى ونبهنا على ما في اسمه من الاختلاف، ثم النساء كذلك.

وقد ترجم لأبي هريرة رضي اللَّه عنه في الكنى، لأنه مُخْتَلَف في اسم أبي هريرة اختلافًا كثيرًا، فيذكره في الكنى، وحين يذكره في الكنى يُنبِّه على الاختلاف الوارد

<<  <  ج: ص:  >  >>