وقال عثمان ابن أبي شيبة: حدثني أبي، عن جدي، قال: كنت آتيه في وقت ليس فيه فاكهة، ولا قثاء، ولا خيار، قال: فيقول لي: يا شيبة انتظرني. ثم يذهب إلى بُسَيْتن له في داره، فيجيء بقثاء وخيار، فيقول: كُلْ، فواللَّه ما زرعت من هذا شيئًا قط.
ولما ذكر أبو العرب كلام شريك في جابر، قال: خالف شريك الناس في جابر، وقال عامر بن شراحيل الشعبي لجابر وداود بن يزيد الأودي: لو كان لي عليكما سلطان ثم لم أجد إلا الإبر، لشككتكما بها. وقال أبو بدر شجاع بن الوليد: كان جابر تهيج به مرة في وقت من السنة، فيهزي ويخلط في الكلام. قال أبو بدر: فلعل ما حُكي عنه وأنكر من كلامه كان في هذا الوقت.
وقال سلام ابن أبي مُطيع: حدثني جابر، قال: عندي خمسون ألفًا حدثني بها محمد بن علي وصي الأوصياء. وذكره البرقي في (باب من نسب إلى الضعف)، وقال: كان رافضيًّا، وقال: قال لي سعيد بن منصور: قال لي ابن عيينة: سمعت من جابر ستين حديثًا، وما أستحل أن أروي عنه شيئًا، يقول: حدثني وصي الأوصياء. وذكره ابن شاهين في جملة الضعفاء، ثم أعاد ذكره في المختلف فيهم، وقال: أقلّ ما في أمره أن يكون حديثه لا يحتج به، إلا أن يروي حديثًا يشاركه فيه الثقات، وإذا انفرد بحديث لم يعمل عليه لتفصيل سُفيان له. وقال أبو محمد ابن حزم في كتابه "المحلى": كذاب.
وقال أبو أحمد الحاكم: ضعَّفه إسماعيل ابن أبي خالد الأحمسي. وفي موضع آخر: يؤمن بالرجعة، اتهم بالكذب، تركه يحيى وعبد الرحمن، وجماعة سواهما من الأئمة. وفي "كتاب ابن الجوزي": كذبه أيوب ابن أبي تميمة السختياني، ووثقه الثوري.
وذكره يعقوب في (من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم). وقال ابن عبد البر في "الاستذكار": يتكلمون فيه، إلا أنهم أجمعوا على أن يُكتب حديثه، واختلفوا في الاحتجاج به.
وقال أبو داود، عن أحمد: لم يتكلم في جابر في حديثه، إنما تكلم فيه لرأيه. قال أبو داود: وليس هو عندي بالقوي في حديثه، وقال أبو حاتم ابن حبان: كان سبائيًا من أصحاب عبد اللَّه بن سبأ، وكان يقول إن عليًّا يرجع إلى الدنيا.
فإن احتج محتج بأن شعبة والثوري رويَا عنه، فإن الثوري ليس من مذهبه ترك الرواية عن الضعفاء، بل كان يؤدي الحديث على ما سمع؛ لأن يرغب الناس في كتبه الأخبار، ويطلبونها في المدن والأمصار، وأما شعبة وغيره من شيوخنا -رحمهم اللَّه