وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة" عن يحيى: لم يسمع من أبي بكرة.
قال المزي: وأبي هريرة، وقيل لم يسمع منه، ثم ذكر قول ابن أبي حاتم بعد عن أبيه: أنه لم يسمع من أبي هريرة ولم ينقضه. كأنه هو الْمُرجَّح عنده، وإن كان كذلك فليس هو بأبي عذرة، هذا القول قد قاله قبله غير واحد منهم علي بن المديني ويونس بن عبيد، وزياد الأعلم، وأيوب بن أبي تميمة، وعلي بن زيد بن جدعان، وبهز، وأبو زرعة الرازي، وأبو داود السجستاني، والبرديجي، والترمذي، والنسائي، والطوسي، والشرقي، والذي يظهر بالدليل صِحة سماعه منه لما نورده من أقوال العلماء رضي اللَّه عنهم.
قال أبو داود الطيالسي في "مسنده": ثَنَا عَبَّاد بن راشد، ثَنَا الحسن قال: ثنا أبو هريرة -ونحن إذ ذاك بالمدينة- قال:(يَجِيءُ الإسْلامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) الحديث. وهو على رسم الشيخين.
قال: وثنا أبو الأشهب عن الحسن قال: قَدِمَ رجل المدينة فلقي أبا هريرة فذكر حديثًا في آخره. قال أبو داود: سمعت شيخًا في المسجد الحرام يُحَدِّث بهذا الحديث، قال: فقال الحسن وهو في مجلس أبي هريرة لما حدث بهذا الحديث، فذكر كلامًا.
وقال النسائي: ثنا ابن راهويه، ثنا المغيرة بن سلمة، ثنا وهيب، عن أيوب، عن الحسن، عن أبي هريرة يرفعه:"الْمُخْتَلِعَاتُ هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ". قال الحسن: لم أسمعه من أحد غير أبي هريرة.
وهو إسناد على رسم الشيخين، وفي بعض نسخ النسائي: قال الحسن لم أسمعه من أبي هريرة فينظر.
وقال الطبراني في "معجمه الأوسط": ثنا محمد بن زياد الإبزاري، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا أبو عاصم القبادي، ثنا الفضل بن عيسى الرقاشي، عن الحسن قال: حدَّثني سبعة رهط من الصحابة منهم أبو هريرة: أنَّ النبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَهَى عَنِ الصَّلاةِ فِي مَسْجِدِ تِجَاهُهُ حَشٌّ أوْ حَمَّامٌ أَوْ مَقْبَرة". فقد تبين بمجموع هذه الأخبار صِحة سماعه منه، واللَّه تعالى أعلم. قال المزي وعبد اللَّه بن عمرو. انتهى.
أنكر سماعه منه ابن حِبَّان في كتاب "الثقات" وعلي بن عبد اللَّه فيما ذكره ابن أبي حاتم، قال: وثنا ابن البراء عن علي: روى الحسن أنَّ شراقة حدَّثهم في رواية علي بن زيد بن جدعان، وهو إسناد ينبو عنه القلب أَنْ يكون سمع الحسن من سُراقة، إلا أن يكون حدَّثهم حدث الناس فهذا أشبه.