باللَّه من ذلك؛ لأنا. . . . منهم ونتعلم من علمهم، غفر اللَّه لنا ولهم.
وربما نبَّهت على صواب ما أثبتناه من أخطائه، وأن لا أستوعب شيوخ الرجل وزيادة على ما ذكره الشيخ، ولا الرواة إلا قليلا بحسب النشاط وعدمه؛ لئلا يَعتقد مُعتقد أن الشيخ رحمه اللَّه تعالى استوفَى في جميع ذلك، ويعلم أن الإحاطة مُتعذرة ولا سبيل إليها، لا سيما وقد صار كتاب "التهذيب" حَكَمًا بيْن طائفتي المحدثين والفقهاء، إذا اختلفوا قالوا: بيْنَنَا وبينكم كتاب المزي، وإنما يأتي ذلك من القصور المؤدي إلى الراحة والدعة؛ لأن الأصول التي ينقل منها موجودة، بل أصول تلك الأصول، [الخفيف]:
وإذا قلت: روى فلان عن فلان، أو روى عنه فلان، فإني لا أَذْكُر إلا ما كان من ذلك زائدًا على ما ذكره الشيخ، اللهم إلا أن يكون لِخَلْفٍ وقع في رواية ذلك الشخص فينبه عليه.
وإذا قلت: قال فلان، فإني لا أقوله إلا من كتابه، فإن لم أَرَ كتابه ذكرت الواسطة لأخرج من العهدة.
ثم إن الشيخ كانت وقعت له نسخة من "الكمال" غير مهذبة، فلم ير أبا محمد عبد الغني أحيانًا بما يلتزمه، فأُبَيّن ذلك، وكيف وقوعه، على أن أبا محمد رحمه اللَّه تعالى هو الذي نهج للناس هذا الطريق، وأخرجهم إلى السعة بعد الضيق، فكان الفضل للمتقدم، وكان تعبه أكثر من تعب الشيخ جمال الدين؛ لأنه جَمع مُفرقًا، وهذا هَذَّبَ مُحَقَّقًا.
ولعل تعبي يكون أكثر من تعبهما، وإن كانت نفسي لا تسمو إلى التَّشبُّهِ بتلاميذهما، ذلك أنهما أخذَا من التواريخ الكبار المشهورة عندهما في تلك الديار، فلم يدعَا إلا صُبابة أَتَبَرَّضُهَا بمشقة الأجر فيها، ولم أَلْتَزم مع ذلك أن أستوعب هذا النوع وأحصره، وإنما قصدت أن أزيد فيه أكثره، [المتقارب]: