للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقام رسولُ الله ، فاستقبلَ القبلةَ، فرفَعَ يدَيه حتَّى حاذَتا أُذُنَيه (١)، ثُمَّ أخذ شماله بيمينِه، فلمَّا أرادَ أن يركعَ رفعَهما مثلَ ذلك، ووضعَ يدَيه على رُكبتَيه، فلمَّا رفعَ رأسَه من الرُّكوع رفعَهما مِثْلَ ذلك، فلمَّا سجدَ وضعَ رأسَه بذلك المنزل من يدَيه (٢)، ثُمَّ جلسَ فافترشَ رِجْلَه اليُسرى، ووضعَ يدَه اليُسرى على فخِذِه اليُسرى، وحَدّ مِرْفَقه الأيمن على فَخِذِه اليُمنى، وقبَضَ ثِنْتَين وحَلَّقَ، ورأيتُه يقول هكذا، وأشار بِشْرٌ بالسَّبَّابة من اليُمنى، وحَلَّقَ الإبهامَ والوسطى (٣).

٣٢ - باب موضع الكفَّين

١٢٦٦ - أخبرنا محمد بن منصور قال: حدَّثنا سفيان قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن مسلم بن أبي مريم - شيخٍ من أهل المدينة - ثُمَّ لقيتُ الشَّيخَ، فقال: سمعتُ عليَّ


(١) في (م) و (ك) وهامش (هـ): حاذى بأذنيه.
(٢) في هامش (هـ): يده.
(٣) إسناده قوي كسابِقَيه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (١١٨٩).
وأخرجه أبو داود (٧٢٦) و (٩٥٧) عن مسدَّد، وابن ماجه - مقطَّعًا - (٨١٠) و (٨٦٧) عن بشر بن معاذ، كلاهما عن بشر بن المفضَّل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (٨١٠) من طريق عبد الله بن إدريس، عن عاصم بن كليب، به مختصرًا.
وسلف نحوه برقم (٨٨٩). وتُنظر الروايتان السابقتان.
قال السِّنْدي: قوله: "ووضع رأسَه بذلك المنزِل من يديه" أي: وضع رأسَه بحيث صار اليدانِ مُحاذيتين للأُذُنين. و"حَدَّ مِرْفَقَه" على صيغة الماضي، عطْفٌ على الأفعال السابقة، و "على" بمعنى: عن، أي: رفَعَه عن فخذه أو بمعناه، والحَدُّ: المَنْعُ والفصلُ بين الشَّيئين، أي: فصَلَ بين مِرْفقِه وجنبِه، ومنَعَ أن يلتصِقَ في حالة استعلائه على فخذِه. وجُوِّز أن يكون اسمًا مرفوعًا مضافًا إلى المرفق على الابتداء، خبرُه: "على فخذِه"، والجملة حال، أو اسمًا منصوبًا عطفًا على مفعول "وضَعَ"، أي: وضعَ حدَّ مرفقه اليمنى على فخذه اليمنى، وهذا الوجه هو الموافق للرواية المتقدِّمة في الكتاب، وهي: "وجعلَ حَدَّ مرفقه الأيمن على فخذه"، وسيجيء أيضًا. وجَوَّز بعضُهم أنَّه ماضٍ من التوحيد؛ أي: جعل مرفقَه منفردًا عن فخذه، أي: رفعَه، وهذا أبعَدُ الوجوه، والله تعالى أعلم.