للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن أبي قَتَادة قال: كانت له (١) جُمَّةٌ ضخمة، فسألَ النبيَّ ، فأمَره أن يُحسِنَ إليها، وأن يترجَّلَ كُلَّ (٢) يوم (٣).

٦٢ - باب فَرْق الشَّعر

٥٢٣٨ - أخبرنا محمد بنُ سَلَمة قال: حدَّثنا ابنُ وَهْب، عن يونس، عن الزُّهريّ، عن عُبيد الله بنِ عبد الله

عن ابن عبَّاس، أنَّ رسولَ الله كان يَسْدِلُ شَعْرَه، وكان المشركون


(١) في (ر) وهامش (ك) وفوقها في (م): لي.
(٢) في (هـ) وهامش (ك): في كل.
(٣) حسن بطرقه، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنَّه منقطع، محمد بن المنكدر روايته عن أبي قتادة -وهو الأنصاريُّ- مرسلةٌ فيما قاله ابن حجر في "تهذيبه". يحيى بن سعيد: هو القطان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (٩٢٦٢).
وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (٢٠٥١٦) عن معمر، عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي، أن النبي قال لأبي قتادة: "إن اتخذت شعرًا فأكرِمْه". قال: وكان أبو قتادة -حسبتُ- يُرجِّله كلَّ يوم مرتين. وإسناده حسن لولا أنَّه مرسل.
وأخرج ابن أبي شيبة (٢٥٥٧٨) و (٣١٢٧٢) عن عبد الله بن إدريس، عن يحيى بن عبد الله ابن أبي قتادة قال: مازح رسولُ الله أبا قتادة، قال: "لأجزَّنَّ جمَّتك" فقال: لك مكانها أسير. فقال له بعد ذلك: "أكرِمْها" فكان يتخذ لها السُّكَّ. اهـ. وهو ضرب من الطِّيب، ورجاله ثقات، إلَّا أنه معضل.
وينظر ما قبله.
قال السِّندي: قوله: "ثائر الرأس": قد انتشر شعر رأسه من قلَّة الدُّهن. "ما يُسكِّن" من التسكين، أي: يلمُّ به شعثَه، ويجمع متفرِّقه. "أن يُحسِن إليها" إلى الجُمَّة، بإصلاحها بالغسل والتنظيف والادِّهان. "وأن يترجَّل كلَّ يوم" لعلَّ هذا مخصوص به، وإلَّا فقد جاء عنه النَّهيُ، أو لأنَّ النَّهيَ مخصوصٌ بمن لا يحتاج شعرُه إلى الترجُّل كلَّ يوم، وهذا شعرُه كان مُحتاجًا إلى ذلك؛ لكثرته وطوله، والأقرب أنَّ المراد بكل يوم؛ أي: أيّ يومٍ كان.