للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المدينةَ، فأمَرَهُم رسولُ الله أن يكونُوا في إبلِ الصَّدَقة، وأن يَشْرَبُوا من ألْبَانِها وأبْوَالِها، فقتَلُوا الرَّاعِيَ، وارْتَدُّوا عن الإسلام، واسْتَاقُوا الإبلَ، فبعثَ رسولُ الله في آثارِهم، فجِيءَ بهم، فقَطَّعَ أَيْدِيَهُم وأرجُلَهُم، وسَمَرَ (١) أعيُنَهُمْ، وألقاهم في الحَرَّة. قال أنس: فلقد رأيتُ أحَدَهُم يَكْدِمُ الأرضَ بفِيهِ عَطَشًا حتَّى مات (٢) (٣).

٩ - باب ذكر اختلاف طلحة بن مصرِّف ومعاوية بن صالح على يحيى بن سعيد في هذا الحديث

٤٠٣٥ - أخبرني محمدُ بنُ وَهْب قال: حدَّثنا محمدُ بنُ سَلَمَةَ قال: حدَّثني أبو


(١) في (هـ): وسمل. وفي هامشها: وسمر (نسخة).
(٢) في (ر) و (م) و (هـ): ماتوا. والمثبت من (ك) وعليه علامة الصحة.
(٣) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن نافع، وهو محمد بن أحمد بن نافع، وبقية رجاله ثقات، بَهْز: هو ابن أسد العمِّي، وحمَّاد: هو ابن سَلَمة، وثابت: هو ابن أسْلَم البُنَاني، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٣٤٨٣).
وأخرجه أحمد (١٤٠٦١)، وأبو داود (٤٣٦٧)، والترمذي (٧٢) و (١٨٤٥) و (٢٠٤٢ مختصرًا) من طريقين عن حمَّاد بن سَلَمة، بهذا الإسناد، وقُرن قَتَادة وثابت عندهم بحُميد بن أبي حُميد الطَّويل.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وزاد في الرواية الثانية قوله: غريب من هذا الوجه.
وفي هذه الروايات: "فقطَّعَ أيديَهم وأرجلَهم من خلاف"، قال أبو داود بإثر (٤٣٦٨): لم أجد في حديث أحدٍ: "قطَّع أيديهم وأرجلهم من خلاف" إلا في حديث حمَّاد بن سَلَمة.
وأخرجه البخاري (٥٦٨٥) من طريق سلَّام بن مسكين، عن ثابت البُناني وحدَه، به، وأورد بعده: قال سلَّام: فبلغني أن الحجَّاج قال لأنس: حدِّثني بأشدِّ عقوبة عاقَبَهُ النَّبِيُّ ، فحدَّثَه بهذا، فبلغَ الحسنَ، فقال: وَدِدْتُ أنه لم يُحدِّثه.
وسلف في الحديثين قبله من طريق سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتَادة، به، وينظر أيضًا ما سلف برقمي (٣٠٥) و (٤٠٢٤).
قال السِّندي: قوله: يَكْدِم؛ أي: يتناولُها بفِيهِ ويَعَضُّ عليها بأسنانه.