وأخرجه البخاري (١٥٦) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكَين، بهذا الإسناد، وبيَّن البخاري بإثره تصريحَ أبي إسحاق بالتحديث، ونفى عنه تدليسَه فيه، فعلَّقه بصيغة الجزم عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، حدَّثني عبد الرحمن. وينظر الكلام على ذلك في "الفتح" ١/ ٢٥٨. وأخرجه أحمد (٣٩٦٦) و (٤٠٥٦)، وابن ماجه (٣١٤) من طرق، عن زهير، به. وأخرجه أحمد أيضًا (٣٦٨٥) و (٤٤٣٥)، والترمذي (١٧) من طريق إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، به. وأخرجه أحمد أيضًا (٤٢٩٩) من طريق معمر، عن أبي إسحاق، عن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود، وفيه قوله: "إنها رِكْس، ائتني بحجر"، فقوله: "ائتني بحجر" زيادة غير ثابتة، وينظر الكلام عليها في التعليق على حديث "المسند". وأورد الترمذي رواياتِ الحديث وقال: هذا حديث فيه اضطراب، فتعقَّبه ابن سيِّد الناس في "شرحه" بقوله: لكنه اضطرابٌ لا يمنعُ من القول بصحَّته، وينظر الكلام مفصَّلًا في التعليق عليه في "سنن" الترمذي (١٧) (طبعة الرسالة)، وينظر مختلف رواياته في "علل" الدارقطني ٢/ ٢٦٧ … وقول أبي إسحاق في الإسناد: ليس أبو عُبيدة ذَكَرَه، ولكن عبدُ الرحمن .... ، قال الحافظ ابنُ حجر في "فتح الباري" ١/ ٢٥٧: وإنما عدلَ أبو إسحاق عن الرواية عن أبي عبُيدة إلى الرواية عن عبد الرحمن - مع أنَّ رواية أبي عُبيدة أعلى - لكون أبي عُبيدة لم يسمع من أبيه على الصحيح، فتكون منقطعة، بخلاف رواية عبد الرحمن، فإنها موصولة. وقوله: رِكْس؛ قال السِّندي: بكسر الراء وسكون الكاف، أي: نَجَس، مردودةٌ لنجاستها، وفسَّره المصنِّف بطعام الجنّ، وفي ثبوته في اللغة نظر.