(٢) حديث صحيح، ابنُ القاسم: هو عبدُ الرحمن أبو عبد الله المصري، وأبو الزُّبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس، وقد صرَّح بأخذه الحديث عن أبي الطُّفيل عند مسلم، فانتفت شبهة تدليسه، والحديث في "السنن الكبرى" برقم (١٥٧٦). وهو في "موطأ" مالك ١/ ١٤٣ - ١٤٤، ومن طريقه أخرجه أحمد (٢٢٠٧٠) و (٢٢٠٧١)، ومسلم بإثر (٢٢٨١)، وأبو داود (١٢٠٦)، وابن حبان (١٥٩٥) و (٦٥٣٧) مطوَّلًا بذكر قصة نزول الصحابة على عين تبوك ونهيه ﷺ عن شربهم منها، إلا رواية أبي داود، فهي بمثل رواية المصنِّف. وأخرجه أحمد (٢١٩٩٧)، ومسلم (٧٠٦): (٥٣)، وابنُ حبان (١٥٩١) من طريق قُرَّة بن خالد، وأحمد أيضًا (٢٢٠١٢) و (٢٢٠٦٢)، وابن ماجه (١٠٧٠) من طريق سفيان الثوري، ومسلم أيضًا (٧٠٦): (٥٢) من طريق زهير بن معاوية، ثلاثتُهم عن أبي الزُّبير، بنحوه، ولفظه في رواية قُرَّة عند مسلم عن معاذ قال: جمعَ رسولُ الله ﷺ في غزوة تبوك بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، قال: فقلت: ما حملَه على ذلك؟ قال: أَرادَ أَنْ لا يُحْرِجَ أمَّتَهُ. وخالف هشامُ بنُ سعد - كما في "سنن" أبي داود (١٢٠٨) - فرواه عن أبي الزُّبير، به، بلفظ: أن رسول الله ﷺ كان في غزوة تبوك إذا زاغتِ الشمسُ قبلَ أن يرتحلَ جمع بين الظهر والعصر، وإنْ يرتحلْ قبل أن تزيغَ الشمس أخَّر الظهر حتى ينزلَ للعصر، وفي المغرب مثلُ ذلك؛ إن غابتِ الشمسُ قبل أنْ يرتحل جمعَ بين المغرب والعشاء، وإنْ يرتحلْ قبل أن تغيب الشمس أخَّر المغربَ حتى ينزل للعشاء، ثم جمعَ بينهما. اهـ. وهذه صورةُ جمع التقديم والتأخير، ورواه بنحوه أحمد (٢٢٠٩٤) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطُّفيل، عن معاذ به، وفي هاتين الروايتين كلام، ينظر "فتح الباري" ٢/ ٥٨٣، والتعليق على حديث "المسند" (١٣٥٨٤). (٣) في هامشي (ك) و (يه): قَنْبَر. (نسخة). وتحتمل قراءتها كذلك في (ق)، وكذا جاء في أصلين خطيَّيْن في "السنن الكبرى" (١٥٧٧)، كما في حواشيه، وهو نفسُه والد كثير كما سيأتي.