للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٨ - باب الدِّين يُسْر

٥٠٣٤ - أخبرنا أبو بكر بنُ نافع قال: حدَّثنا عُمَرُ (١) بن عليٍّ، عن مَعْن بنِ محمد، عن سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله : "إنَّ هذا الدِّينَ يُسْرٌ، ولَنْ يُشادَّ الدِّينَ أحدٌ إِلَّا غَلَبَه، فَسدِّدوا، وقارِبوا، وأبشِروا، ويسِّروا، واستَعينوا بالغَدْوة والرَّوْحة وشيءٍ من الدُّلْجَة" (٢).


= "من الإيمان" أي: من شُعَبِه، كما تقدَّم.
(١) تحرف في (ر) و (ك) و (هـ) والمطبوع إلى: عَمرو.
(٢) حديث صحيح، أبو بكر بن نافع - وهو محمد بن أحمد العبدي - صدوق، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. عُمر بن علي: هو ابن عطاء المقدَّمي، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المَقْبُري.
وأخرجه البخاري (٣٩)، وابن حبان (٣٥١) من طريقين عن عُمر بن علي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد (١٠٦٧٧)، والبخاري (٦٤٦٣) من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، به.
قال السِّندي: قوله: "إِنَّ هذا الدِّين يُسر" قال السُّيوطي: سمَّاه يُسرًا، مبالغةً بالنسبة إلى الأديان قبله؛ لأنَّ الله تعالى رفع عن هذه الأمة الإصرَ الذي كان على مَنْ قبلهم، من أوضح الأمثلة له أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم، وتوبة هذه الأمة بالإقلاع والعزم والندم.
"ولن يُشادَّ الدِّينَ أحدٌ" من الشِّدَّة، وأصله: لا يقابل الدِّينَ أحدٌ بالشِّدَّة، ولا يجري بين الدِّين وبينه معاملةٌ بأن يُشدِّد كلٌّ منهما على صاحبه، إلَّا غلبَه الدِّين، والمراد أنَّه لا يُفرط أحدٌ فيه، ولا يخرج عن حدِّ الاعتدال.
"فسدِّدوا" أي: الزموا السَّداد: وهو الصواب، من غير إفراط ولا تفريط.
"وقاربوا": أي إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل، فاعملوا بما يقرُب منه.
"وأبشروا" أي: بالثواب على العمل الدائم وإن قلَّ، أو المراد تبشير من عجز عن العمل بالأكمل، بأنَّ العجز إذا لم يكن من صنعه لا يستلزم نقص الأمر، وأبهَمَ المبشَّرَ به تعظيمًا وتفخيمًا.
"واستعينوا بالغَدوة": سير أول النهار "والرَّوحة": السَّير بعد الزَّوال "والدُّلْجة": سير آخر =