وقد رُكِّبَ على متن هذا الحديث في الطبعة الميمنيَّة للمسند ١/ ٢٢٣ وطبعة الشيخ أحمد شاكر ﵀ (١٩٥٣) إسنادُ الحديث الذي قبلَه فيهما، فصار الحديث عن يحيى القطَّان، عن شعبة، عن قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، قال: جمعَ رسولُ الله ﷺ بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوفٍ ولا مطر … ، وهي رواية ملفَّقة من هذا المتن وإسناد الحديث قبله، والصواب في إسناده: أبو معاوية، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس. وقد احتجَّ الشيخ ناصر ﵀ في "إرواء الغليل" ٣/ ٣٦، بهذه الرواية الملفَّقة، فقوَّى رواية حبيب، وردَّ على البيهقي ترجيحه لرواية أبي الزُّبير لأنه لم تقع له هذه الرواية! وأخرجه أحمد (٣٢٣٥) من طريق صالح مولى التَّوْأَمة، عن ابن عباس، به، وفيه: "في غير مطر ولا سفر"، وصالح مولى التَّوْأَمة اختلط بأخرة. وذكرَ الترمذي في آخر "سننه" في "العلل" أنَّ كلَّ ما في كتابه من الحديث معمولٌ به، سوى حديث ابن عباس هذا، وحديث آخر في شرب الخمر، وقد تعقبه النووي في "شرح مسلم"، وينظر تتمة الكلام على الحديث في التعليق على حديث "المسند" (١٩٥٣). (١) إسناده صحيح، خالد: هو ابنُ الحارث، وابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث في رواية أحمد (الآتي ذكرها) فانتفت شبهة تدليسه، وأبو الشَّعْثاء: هو جابر بنُ زيد، وهو في "السنن الكبرى" برقم (٣٨٢). وأخرجه أحمد (٣٤٦٧) عن عبد الرزاق ومحمد بن بكر، عن ابن جُريج، بهذا الإسناد. وسلف من طريق سفيان بن عينة، عن عَمرو بن دينار برقم (٥٨٩). (٢) بعدها في (م): البلخي.