للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٠ - باب القول في السُّجود في صلاة الكسوف

١٤٩٦ - أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرَّحمن بن المِسْوَر الزُّهريُّ قال: حدَّثنا غُنْدَر، عن شعبة، عن عطاء بن السَّائب، عن أبيه

عن عبد الله بن عمرو قال: كسَفَتِ الشَّمسُ على عهد رسول الله ، فصلَّى رسولُ الله ، فأطال القيام، ثُمَّ ركَعَ، فأطال الرُّكوع، ثُمَّ رفَعَ، فأطالَ. قال شعبة: وأحسبُه قال في السُّجود نحو ذلك. وجعلَ يبكي في سجودِه وينفخ ويقول: "ربِّ لم تَعِدني هذا وأنا أستغفِرُك، لم تَعِدني هذا وأنا فيهم" فلمَّا صلَّى قال: "عُرِضَتْ عليَّ الجنَّةُ، حتّى لو مدَدْتُ يدي تناولتُ (١) من قُطوفها، وعُرِضَتْ عليَّ النَّارُ، فَجَعَلْتُ أنفخُ خشيةَ أن يغشاكم حرُّها، ورأيتُ فيها سارقَ بدَنَتَيْ (٢) رسولِ الله ، ورأيتُ فيها أخا بني دَعْدَع سارقَ الحَجيج، فإذا فُطِنَ له قال: هذا عَمَلُ المِحْجَن، ورأيتُ فيها امرأةً طويلةً سوداءَ تُعذَّبُ في هِرَّةٍ ربطَتْها؛ فلم تُطْعِمْها ولم


= وقال البغوي في "شرح السنة" ٤/ ٣٨٢ - ٣٨٣: اختلف أهل العلم في القراءة في صلاة الكسوف، فذهب قوم إلى أنَّه يجهر بالقراءة كما في صلاة الجمعة والعيدين، وهو قول مالك وأحمد وإسحاق.
وذهب قومٌ إلى أنَّه يُسِرُّ فيها بالقراءة، وهو قول الشافعي وأصحاب الرأي … والأول أولى.
قلنا: وممَّن ذهب إلى الجهر - أيضًا - ابن خزيمة وابن المنذر وغيرهما من محدِّثي الشافعية.
ثم نقل البغويُّ عن الخطَّابي قوله: ويحتمل أن يكون الجهرُ إنَّما جاء في صلاة الليل، ويحتمل أن يكون قد جهر مرةً وخفَتَ أخرى، والله أعلم.
(١) في (م) وهامش (هـ): لتناولت.
(٢) في (ر) و (هـ) ونسخة في (م): بدنة، وفي هامش (هـ) كباقي النسخ.