وقد اختُلف فيه على عُمر بن ذَرّ: فرواه حجَّاجُ بنُ محمد المِصِّيصي، كما في هذه الرواية، ومحمد بنُ الحَسَن الشَّيباني، كما في "المعجم الكبير" (١٢٣٨٦) و "سنن" الدارقطني (١٥١٦)، وعبدُ الله بنُ بَزِيع، كما في "سنن" الدارقطني (١٥١٥)، ثلاثتُهم عن عُمر بن ذَرّ، بهذا الإسناد. ومحمدُ بنُ الحَسَن الشَّيباني - وإن كان من بُحور العلم - ليَّنَهُ النَّسائي وغيره من قِبَل حفظِه، وعبدُ الله بنُ بَزِيع؛ ضعَّفَهُ الدارقطني، وقال ابن عديّ: أحاديثُه ليست بمحفوظة. كذا في "الميزان". ورواه مَعْمَر، كما في "مصنَّف" عبد الرزاق (٥٨٧٠)، وسفيانُ بنُ عُيَيْنَة، كما في "السُّنن الكبرى" للبيهقي ٢/ ٣١٩، كلاهما (مَعْمَر وسفيان) عن عُمر بن ذَرّ، عن أبيه، عن النبيّ ﷺ. قال البيهقيّ: المحفوظ مرسل. وقد رَوَى أحمد (٣٣٨٧)، والبخاريّ (١٠٦٩) وغيرهما عن ابن عباس ﵄ قال ﴿ص﴾: ليس من عزائم السجود، وقد رأيتُ النبيَّ ﷺ يسجدُ فيها. وروى أحمد أيضًا (٣٣٨٨)، والبخاري (٣٤٢١) عن مجاهد أنه قال: قلتُ لابن عباس: أسْجُدُ في ﴿ص﴾؟ فقرأ: وَمِن ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ﴾ حتى أتى ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام: ٩٠] فقال: نبيُّكم ﷺ ممَّن أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بهم. (لفظ البخاري)، وينظر "الفتح" ٢/ ٥٥٢.