ولا تعارضَ أيضًا بين حديثي ابن عباس وأنس هذين مع ما أخرجه البخاري (١٥٥١) من طريق أبي قِلَابة عن أنس قال: صلَّى رسول الله ﷺ - ونحن معه - بالمدينة الظهرَ أربعًا والعصرَ بذي الحُلَيْفة ركعتين، ثم باتَ بها حتى أصبح، ثم ركب حتى استوت به على البَيْداء؛ حَمِدَ الله وسبَّح وكبَّر، ثم أهلَّ بحجّ وعمرة، وأهلَّ الناسُ بهما … الحديث؛ لا تعارضَ بينهما - كما ذكر ابن حزم - لأنَّ صلاة الظهر التي أخبرَ عنها أنس عند البخاري كانت بالمدينة قبل خروجه لحجَّة الوداع، وأمَّا صلاةُ الظهر بذي الحُلَيْفة في حديث ابن عباس - أو بالبَيْداء في حديث أنس الأوّل - فهي في اليوم الذي يليه، فالخبران إنما هما عن ظُهْرٍ من يومين، لا من يوم واحد. وسيتكرَّر الحديث بسنده ومتنه برقم (٢٧٥٥)، وسيأتي بأطول منه برقم (٢٩٣١) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أشعث، به. (١) صحيح لغيره، رجالُه ثقات، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فالقاسم وهو ابن محمد بن أبي بكر الصِّدِّيق - لم يسمع من أسماءَ بنتِ عُمَيْس، كما ذكرَ ابن عبد البَرّ في "الاستذكار" ١١/ ٨. ابن القاسم: هو عبدُ الرَّحمن أبو عبد الله المِصْري صاحبُ الإمام مالك. وأخرجه أحمد (٢٧٠٨٤) من طريق مالك، بهذا الإسناد. وقد اختُلف فيه على القاسم بن محمد: فرواه مالك عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن أسماءَ بنتِ عُمَيْس، كما سلف. =