للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٥٨١ - أخبرنا حُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ قال: حدَّثنا حمَّاد، عن أبي جَهْضَم، عن عَبد الله بن عُبيد الله بن عبَّاس قال:

كنتُ عند ابن عبَّاس، فسألَه رجلٌ: أكانَ رسولُ الله يقرأُ في الظُّهر والعَصْر؟ قال: لا، قال: فلعلَّه كان يقرأُ في نفسه؟ قال: خَمْشًا، هذه شَرٌّ من الأولى، إنَّ رسولَ الله عَبْدٌ أمره الله تعالى بأمرِهِ (١)، فبَلَّغه، واللهِ ما اختصَّنا رسولُ الله بشيءٍ دونَ النَّاس إلا بثلاثة: أَمَرَنَا أَنْ نُسْبَغَ الوُضُوءَ، وأن لا نأكلَ الصَّدقة، ولا تُنْزِيَ الحُمُرَ على الخَيْل (٢).

١٠ - باب عَلْفُ الخَيْل

٣٥٨٢ - قال الحارثُ بنُ مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع، عن ابن وَهْب، حدَّثني طلحةُ بنُ أبي سعيد، أنَّ سعيدًا المَقْبُرِيَّ حدَّثه

عن أبي هريرة، عن رسول الله قال: "مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا في سبيلِ الله إيمانًا بالله وتصديقًا لِوَعْدِ الله؛ كان شِبَعُهُ ورِيُّهُ وبوله ورَوْثُهُ حسناتٍ في


(١) في هامش (ك): بأمر.
(٢) إسناده صحيح، حمَّاد: هو ابن زيد، وأبو جَهْضَم: هو موسى بن سالم، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٤٤٠٦).
وسلف الحديث برقم (١٤١) دون ذكر السؤال عن القراءة في الظُّهر والعَصر، وينظر تخريجه فيه. قال السِّنْدي: قوله: خَمْشًا، مصدر خَمَشَ وجهَه خَمْشًا، أي: قَشَرَ، دعا عليه بأن يُخمش وجهُه أو جلدُه، ونصبه بفعل مقدَّر، ك: "جَدْعًا". وقوله: فبَلَّغَهُ؛ يلزمُ منه أنَّه ما بَلَّغَ، لكن قد ثَبَتَ بأدلَّةٍ قوليَّة البلاغ بنحو: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب"؛ مثلًا، بل كان يقرأ فيُسْمِعُ الآيةَ أحيانًا، وهو يكفي في البلاغ، لكن الظاهر أنَّ ابن عباس ما بلَغَهُ ذلك، فرأى ما رأى. اهـ. وينظر حديث ابن عباس في "صحيح" البخاري (٧٧٤)، وينظر "فتح الباري" ٢/ ٤٣٥.