قال السِّندي: قوله: "على السمع والطاعة" صلة "بايعنا" بتضمين معنى العهد، أي: على أن نسمع كلامك، ونطيعك في مرامك، وكذا من يقوم مقامك من الخلفاء بعدك. "والمَنْشَط والمَكرْه" مَفْعَل، بفتح ميم وعين، من النشاط والكراهة، وهما مصدران، أي: في حالة النشاط والكراهة، أي: حالة انشراح صدورنا، وطيب قلوبنا، وما يضادُّ ذلك، أو اسم زمان، والمعنى واضح، أو اسم مكان، أي: فيما فيه نشاطهم وكراهتهم، كذا قيل، ولا يخفى أنَّ ما ذكره من المعنى على تقدير كونهما اسمَي مكان معنى مجازي، وكذا قال بعضهم: كونهما اسمَي مكان بعيدٌ. وقوله: "وأن لا ننازع الأمر" أي: الإمارة، أو كل أمر "أهله" الضمير للأمر، أي: إذا وُكِلَ الأمرُ إلى من هو أهلٌ، فليس لنا أن نجُرَّه إلى غيره سواء كان أهلًا أم لا - "بالحق" بإظهاره وتبليغه. "لا نخاف" أي: لا نترك قول الحق؛ لخوف ملامتهم عليه، وأمَّا الخوف من غير أن يؤدّي إلى ترك، فليس بمنهيٍّ عنه، بل ولا في قدرة الإنسان الاحتراز عنه. (١) قوله: "عن أبيه" من هامشي (ك) و (يه)، وليس في رواية ابن السُّني كما نَبَّه عليه المزّي في "تحفة الأشراف" (٥١١٨) ونُقل كلامه في هامشي (ك) و (يه). (٢) إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (٧٧٢٣) و (٨٦٣٥). وأخرجه مسلم (١٧٠٩): (٤١) بإثر الحديث (١٨٤٠) من طريق يزيد بن الهاد، عن عبادة بن الوليد، بهذا الإسناد. وسلف في الذي قبله.