للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥٨ - باب الإسراع إلى الصَّلاة من غير سَعْي

٨٦٢ - أخبرنا عَمْرُو بنُ سَوَّاد بنِ الأسود بن عَمْرو قال: أخبرنا ابنُ وَهْب قال: أخبرنا ابنُ جُرَيْج، عن مَنْبُوذ، عن الفَضْل بن عُبيد الله

عن أبي رافع قال: كان رسولُ الله إِذا صلَّى العصرَ ذهبَ إلى بني عبدِ الأشهل، فيَتَحدَّثُ عندَهم حَتَّى يَنْحَدِرَ للمغرب. قال أبو رافع: فبينما (١) النبيُّ يُسرع إلى المغرب؛ مَرَرْنا بالبقيع، فقال: "أُفٍّ لك، أُفٍّ لك". قال: فكَبُرَ (٢) ذلك في ذَرْعِي (٣)، فاستأخَرْتُ، وظننتُ أنَّه يُريدني، فقال: "ما لك؟ اِمْشِ". فقلتُ: أَحْدَثْتُ حَدَثًا (٤)؟ قال: "ما (٥) ذاك؟ " قلتُ: أَفَّفْتَ


= قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ٢/ ١١٨: قوله: "وما فاتكم فأَتِمُّوا" أي: أَكْمِلُوا، هذا هو الصحيح في رواية الزّهري، ورواه عنه ابنُ عُيينة بلفظ: "فاقضُوا"، وحكَمَ مسلمٌ في "التمييز" عليه بالوهم في هذه اللفظة، مع أنه أخرَج إسناده في "صحيحه"، لكن لم يسق متنه … إلخ، ثم ذكر الحافظ بعض الروايات التي فيها لفظ: "فاقضوا" وغيرها، ثم قال: الحاصلُ أن أكثرَ الروايات وَرَدَ بلفظ: "فأتِمُّوا" وأقلَّها بلفظ: "فاقضُوا"، وإنما تظهرُ فائدة ذلك إذا جعلنا بين الإتمام والقضاء مغايرة، لكن إذا كان مخرجُ الحديث واحدًا، واختُلف في لفظة منه، وأمكنَ ردُّ الاختلاف إلى معنًى واحد؛ كان أَوْلى، وهنا كذلك، لأن القضاء وإن كان يُطلق على الفائت غالبًا؛ لكنه يُطلق على الأداء أيضًا، ويردُ بمعنى الفراغ، كقوله: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا﴾ ويردُ بمعانٍ أُخر، فيُحمل قولُه: "فاقضوا" على معنى الأداء … الخ. وانظر تتمة كلامه.
وسلف نحوه من طريق ابن سِيرِين عن أبي هريرة برقم (٦٤٨ م).
(١) في (هـ): فبينا.
(٢) في (م) وهامش: (ر): فكسر. وينظر التعليق التالي.
(٣) في هامشي (ك) و (هـ): فكسرَ ذلك من ذَرْعي. اهـ. قال السِّندي: أي: ثبَّطني عمَّا أردتُه.
(٤) في (هـ) وهامش (ك): أَحَدَثَ حَدَثٌ.
(٥) في (م): وما.