للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٩٦ - الرَّوَاح يومَ عَرَفة

٣٠٠٥ - أخبرنا يونُسُ بنُ عبدِ الأعلى قال: أخبرني أشْهَبُ قال: أخبرني مالك، أنَّ ابنَ شِهابٍ حدَّثه، عن سالمِ بن عبدِ الله قال: كتبَ عبدُ الملكِ بنُ مروانَ إلى الحَجَّاجِ بن يُوسُفَ يأمُرُهُ (١) أن لا يُخالف ابنَ عُمَرَ فِي أَمْرِ الحَجّ

فلمَّا كانَ يومُ عَرَفَةَ، جاءه ابن عُمَرَ حين زالتِ الشَّمسُ وأنا معه، فصاحَ عند سُرَادِقِه: أين هذا؟ فخَرَجَ إليه الحَجَّاجُ وعليه مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرةٌ، فقال له: ما لك يا أبا عبد الرَّحمن؟ قال: الرَّوَاحَ إِنْ كنتَ تريدُ السُّنَّة، فقال له: هذه الساعة؟ فقال له (٢): نَعَمْ، فقال: أفيضُ (٣) عَلَيَّ ماء ثم أخرُجُ إليك. فانتظره حتى خرج فسارَ بيني وبين أبي فقلت: إنْ كنتَ تُريدُ أنْ تُصِيبَ السُّنَّةَ فاقْصُرِ الخُطْبَةَ وعَجَّلِ الوُقُوف. فجَعَلَ ينظرُ إلى ابن عُمر كيما يسمعُ ذلك منه، فلمَّا رأى ذلك ابن عُمَرَ، قال: صَدَقَ (٤).


= والمصنِّف في "السُّنن الكبرى" (٢٨٤٢) و (٤١٦٧)، وابن حبان (٣٦٠٣) من طرق، عن موسى بن عُلَيّ بهذا الإسناد قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قوله: "إنَّ يوم عرفة" أي: لمن كان بعرفة، "ويوم النحر وأيام التشريق" أي: مطلقًا. قاله السِّندي.
وأيام التَّشريق: ثلاثة وهي بعد يوم النَّحر، قيل: سُمِّيت بذلك لأن لحوم الأضاحي تُشَرَّقُ فيها، أي: تُقَدَّدُ في الشَّرْقَة، وهي الشَّمس، وقيل: تشريقُها تقطيعها وتشريحُها. قاله الفيُّومي في "المصباح المنير" (شرق).
(١) في (ر) و (م): فأمره.
(٢) لفظة (له) ليست في (ر).
(٣) فوقها في (م): فأفيض (نسخة).
(٤) إسناده صحيح أشهب: هو ابن عبد العزيز القَيْسيّ، وابن شهاب: هو محمد بنُ مسلم الزُّهري، وسالم بنُ عبد الله: هو ابن عُمر بن الخطاب، ، وهو في "الكبرى" (٣٩٨٤).
وهو في "موطَّأ" مالك ١/ ٣٩٩، ومن طريقه أخرجه البخاري (١٦٦٠) و (١٦٦٣). =