للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٨ - باب الشَّفَق

٥٢٨ - أخبرنا محمدُ بن قُدامة قال: حدَّثنا جَرير، عن رَقَبَةَ، عن جعفر بن إياس، عن حَبِيب بن سالم

عن النُّعمانِ بنِ بشير قال: أنا أعلمُ النَّاسِ بميقاتِ هذه الصَّلاة عشاءِ الآخرة؛ كان رسولُ الله يصلِّيها لسُقوطِ القمرِ لثالثة (١) (٢).


= قال السِّنديّ: قولُه: "بالهاجرة"؛ في "الصّحاح": هو نصفُ النهار عند اشتدادِ الحَرِّ، وفي "القاموس": هو من الزوال إلى العصر، ولا يخفى أن الأوَّل لا يستقيم، والثاني لا يُفيدُ تعيُّنَ الوقت المطلوب، والظاهرُ أنَّ المرادَ هو الأوَّل على تسمية ما هو قريبٌ من النِّصف نصفًا، ولعلَّ المطلوبَ أنه كان يُصلي الظهر في أول وقتها، أي: لا يؤخِّرُها تأخيرًا كثيرًا، فلا يُنافي الإبراد، ولعلَّ تخصيصَ أيام الحَرِّ لبيان أن الحَرَّ لا يمنعُه من أوَّل الوقت، فكيف إذا لم يكن هناك حَرٌّ؟. وقولُه: "إذا وَجَبَتِ الشَّمس" أي: سقَطَتْ وغَرَبَتْ.
(١) في نسخة في هامشي (ك) و (يه): لليلة ثالثة.
(٢) حديث صحيح، حَبِيب بن سالم لا بأس به، كما في "التقريب"، وبقية رجاله ثقات، وفي هذا الإسناد انقطاع، فجعفر بنُ إياس - وهو أبو بشر بنُ أبي وَحْشيَّة - لم يسمع من حبيب بن سالم، فيما ذكرَه أحمد في "العلل" (٤٢٠٢) عن شعبة، ثم إنه اختُلف فيه على أبي بِشْر جعفر، كما سيأتي. محمد بن قُدامة: هو ابن أَعْيَن أبو عبد الله المِصِّيصيّ، وجرير: هو ابنُ عبد الحميد، ورَقَبَة: هو ابنُ مَصْقَلة، والحديث في "السنن الكبرى" برقم (١٥٢٢).
وأخرجه أحمد (١٨٣٧٧) عن هُشيم بن بشير، عن أَبي بِشْر جعفر بن إياس، بهذا الإسناد.
وخالفَ شعبةُ وأبو عَوَانةَ رَقَبَةَ وهُشيمًا، فرَوَياه عن أبي بِشْر جعفر بن إياس، عن بشير بن ثابت، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير، كما سيأتي في الحديث بعدَه والتعليق عليه. قال أبو زُرْعَة (كما في "علل الرازي" (١/ ١٧٧): حديث بشير بن ثابت أصحّ.
وأخرجه ابن حبان (١٥٢٦) من طريق أبي عوانة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن حبيب بن سالم، به.
قوله: لسقوط القمر لثالثة، أي: وقت مغيب القمر في الليلة الثالثة من الشهر. وقد استدلَّ بعضُهم بهذا الحديث على استحباب تعجيل العشاء، وردَّ ذلك ابنُ التركماني في "الجوهر النقي"، وذكر أنَّ سقوط القمر لثالثة يكون بمضيّ نحو ساعتين ونصف من الليل، وقد ذكر =