وقد اختلف فيه على حماد بن سلمة: فرواه يزيد بن هارون - كما في هذه الرواية - عنه، عن هارون بن رئاب، عن عبد الله بن عُبيد بن عمير، مرسلًا. ورواه النَّضْرُ بنُ شُميل كما سيأتي برقم (٣٤٦٥)، وأبو داود الطيالسي كما في "الجامع لأخلاق الراوي" (١٩٧٤)، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن هارون بن رئاب، عن عبد الله بن عُبيد بن عمير، عن ابن عباس، موصولًا. لكنَّ حمَّاد بن سَلَمة تُوبعَ على إرساله، فرواه سفيان بن عيينة كما في "الأم" ٦/ ٢٩ - ٣٠ (٢٢٠٠)، ومَعْمَر كما في "مصنف" عبد الرزاق (١٢٣٦٥)، وحمَّادُ بنُ زيد كما في "الجامع لأخلاق الراوي" (١٩٧٤)، ثلاثتُهم رَوَوْهُ عن هارون بن رئاب، عن عبد الله بن عُبيد بن عمير، مرسلًا. وتُوبع هارونُ بنُ رِئاب أيضًا على إرساله، فقد ذُكِرَ ليحيى بن سعيد القطان الحديث الموصول من طريق أبي داود الطيالسي والسالف ذكره، كما في "الجامع لأخلاق الراوي" (١٩٧٤)، فأنكره وقال: حدثني ابن جُريج قال: حدَّثني عبد الله بن عُبيد، أن رجلًا أتى النبي ﷺ. اهـ. يعني مرسلًا. ونقل ابن كثير في تفسير الآية (٣) من سورة النور عن الإمام أحمد قوله فيه: هو حديث منكر. وسيأتي الحديث موصولًا من طريق عكرمة، عن ابن عباس برقم (٣٤٦٤) وفي إسناده الحسين بن واقد، وفيه كلام، وتنظر طرق أخرى للحديث عن أبي الزبير عن جابر ذكرها الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" ٣/ ٢٢٥، وفيها مقال. قوله: لا تمنعُ يَدَ لامِس؛ قال السندي: أي أنها مطاوعة لمن أرادها، وهذا كناية عن الفجور، وقيل: بل هو كناية عن بذلها الطعام، قيل: وهو الأشبه، وقال أحمد: لم يكن ليأمره بإمساكها وهي تفجر … وقيل: المراد أنها تتلذذ بمن يلمسها، فلا تردُّ يده، ولم يُرد الفاحشة العظمى، وإلا لكان قاذفًا لها … وينظر تتمة كلامه.