للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢١٨٩ - أخبرنا قتيبة قال: حدَّثنا ابن أبي عدي، عن أبي يونس، عن سماك قال: دخلتُ على عِكْرمةَ في يومٍ - يعني - قد أشكل من رمضان هو أم من شعبان، وهو يأكل خبزًا وبَقْلًا ولبنًا، فقال لي: هَلُمَّ، فقلتُ: إِنِّي صائم. قال وحلف بالله: لتُفْطِرَنَّ. قلت: سبحانَ الله مرَّتين، فلما رأيتُه يحلف لا يستثني تقدَّمتُ، قلتُ: هاتِ الآنَ ما عِندَكَ. قال:

سمعتُ ابنَ عبّاس يقول: قال رسول الله : "صوموا لِرُؤيَتِه، وأفطروا لِرُؤيَتِه، فإنْ حالَ بينكم وبينه سحابة أو ظلمةٌ، فأكملوا العدة عدة شعبان، ولا تستقبلوا الشَّهر استقبالًا، ولا تَصِلوا رمضان بيوم من شعبان" (١).

٣٨ - باب التّسهيل في صيام يوم الشّكِّ

٢١٩٠ - أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال: أخبرني أبي، عن جدي قال: أخبرني شعيب بن إسحاق، عن الأوزاعي وابن أبي عروبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة


= وعلقه البخاري قبل الحديث (١٩٠٦)، وينظر كلام ابن حجر في "تغليق التعليق" حول الحديث ٣/ ١٤١ - ١٤٢.
قال السندي: قوله: "فتنَحَّى" أي: احترز عن أكله، وقال اعتذارًا عن ذلك: إني صائم.
"الذي يُشَكُّ فيه" أي: في أنَّه من رمضان أو من شعبان، بأن يتحدث الناس برؤية الهلال فيه بلا ثَبْتِ، وحَمَلَ علماء الحديثَ على أن يصوم بنيَّة رمضان شكًّا أو جزمًا، وأما إذا جزم بأنَّه نفلٌ فلا كراهة. وقال بعضهم بالكراهة مطلقًا، والحُكم بأنَّه عصى، تغليظ على تقدير القول بالكراهة، والله أعلم.
(١) مرفوعه صحيح كما سلف برقم (٢١٢٩)، وهذا إسناد فيه سماك - وهو ابن حرب - وفي روايته عن عكرمة - وهو مولى ابن عباس - اضطراب قتيبة: هو ابن سعيد، وابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وأبو يونس: هو حاتم بن أبي صغيرة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (٢٥١٠).
وأخرجه ابن حبان (٣٥٩٠) من طريق شعبة، عن سماك، بهذا الإسناد.
قال السندي: قوله: "لتُفطِرَنَّ" من الإفطار. "هات الآن ما عندك" من الحُجَّة.