وأسامة بن زيد اللَّيثي صدوقٌ يهمُ كما قال الحافظ ابن حجر "التقريب"، وقد وَهِمَ في هذا الخبر فخالفَ رواية الثقات عن الثقات عن الزُّهري. وأمَّا رواية الوليد بن مسلم (الأخرى) عن الأوزاعي، فالوليدُ ثقة، لكنَّه يُدلِّسُ ويُسَوِّي، ولم يصرِّح بسماعه من الأوزاعي، ونقلَ المِزِّي في "تهذيبه" في ترجمة الوليد عن أبي مُسْهِر قوله: كان الوليدُ بنُ مسلم يُحدِّثُ بأحاديث الأوزاعيّ عن الكذَّابين، ثم يُدلِّسُها عنهم. وذكر الدارقطني في "العلل" ٩/ ٢١٥ رواية الوليد بن مسلم وقال: وهمَ في هذا القول، وقد أعلَّ ابن حبَّان أيضًا طُرق خبر الزُّهريّ: "مَنْ أدركَ من الجمعة ركعة" في ترجمته للحديث (١٤٨٧) وقال: ليس يصحُّ منها شيء. وقد سلف على الصواب من طريق مالك وعُبيد الله بن عُمر والأوزاعي (مفرَّقِين) عن الزُّهري بالأرقام: (٥٥٣) و (٥٥٤) و (٥٥٥). وسلفَ برقم (٥٥٧) من حديث ابن عمر بلفظ: "مَنْ أدركَ ركعةً من الجمعة أو غيرها فقد تمَّتْ صلاتُه". وهو معلولٌ كما سلف الكلام عليه. قال السِّندي: قوله: "فقد أدرك" أي: تمكَّنَ من إدراكه بضمِّ الركعة الثانية إليها. (١) إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد الضبِّي، وسهيل: هو ابن أبي صالح ذكوان السمَّان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (١٧٥٥). =