للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٤ - باب التّحريض على الصَّدَقة

٢٥٥٤ - أخبرنا أزهرُ بنُ جميل قال: حدَّثنا خالدُ بنُ الحارث قال: حدَّثنا شعبةُ قال: وذكرَ عَوْنُ بنُ أبي جُحَيْفَةَ قال: سمعتُ المنذرَ بنَ جَرِير

يُحدِّثُ عن أبيه قال: كنَّا عندَ رسولِ الله في صَدْرِ النَّهار، فجاء قومٌ عُرَاةٌ حُفاةٌ، مُتَقَلِّدي (١) السُّيوف، عامَّتُهم من مُضَر، بل كلُّهم من مُضَر، فتغيَّر وَجْهُ رسول الله لِمَا رأى بهم من الفاقة، فدخلَ ثم خرجَ، فأمرَ بلالًا فأذَّنَ وأقامَ (٢) الصَّلاةَ، فصلَّى ثم خطب، فقال: "يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا ربَّكُم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلقَ منها زوجَها، وبثَّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً، واتَّقوا الله الذي تَسَاءلون به والأرحام، إنَّ الله كان عليكم رقيبًا (٣)، واتَّقُوا الله وَلْتَنْظُرْ نفسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ (٤)، تَصَدَّقَ رجلٌ من


= وأخرجه أحمد (١٨٢٤٦) و (١٩٣٧٣)، والبخاري (٦٥٣٩) و (٧٥١٢)، ومسلم (١٠١٦): (٦٧)، والترمذي (٢٤١٥)، وابن ماجه (١٨٥) و (١٨٤٣)، وابن حبان (٧٣٧٣) من طريق الأعمش أيضًا، عن خيثمة، به، وفيه زيادة: "ما منكم من أحدٍ إلا وسيكلّمه اللهُ يومَ القيامة. . . ."، وليس في إسناده عَمْرو بن مُرَّة بين الأعمش، وخيثمة، قال ابن حبان: الطريقان جميعًا صحيحان.
وسلف قبله من طريق المُحِلّ بن خليفة، عن عديّ بن حاتم.
قوله: "فأشاح بوجهه" أي: صَرف وجهَه كأنه يراها ويخافُ منها، أو جَدَّ على الإيصاء باتِّقائها إذْ أقبلَ إلينا في خطابه، فإن المُشيح يُطلَق على الخائف، والجادِّ في الأمر، والمُقْبِل عليك. قاله السِّندي.
(١) في هامش (هـ): مُتقلِّدين. (نسخة).
(٢) في (هـ): فأقام.
(٣) الآية الأولى من سورة النساء، وقوله: "وبثَّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً" من (هـ)، ولم يرد في النسخ الأخرى.
(٤) من الآية (١٨) من سورة الحشر، ولفظها: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله. . . .