للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٢ - باب إذا استشارتِ المرأةُ رجلًا فيمن يخطبها هل يُخبرها بما يعلم

٣٢٤٥ - أخبرنا محمدُ بنُ سَلَمَةَ والحارث بن مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع (١) - واللفظ لمحمد - عن ابن القاسم، عن مالك، عن عبد الله بن يزيد، عن أبي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن

عن فاطمةَ بنتِ قيس، أنَّ أبا عَمْرِو بنَ حَفْصٍ طَلَّقَهَا البَتَّةَ وهو غائب، فأرسل إليها وكيله بشعير، فسَخِطَتْهُ، فقال: والله ما لكِ علينا من شيء، فجاءَتْ رسول الله ، فذكَرَتْ ذلك له، فقال: "ليس لكِ نفقة"، فأمرها أنْ تَعْتَدَّ في بيتِ أمِّ شَرِيك، ثم قال: "تلك امرأة يغشاها أصحابي، فاعْتَدِّي (٢) عند ابن أم مَكْتُوم، فإنَّه رجل أعمى، تضعين ثيابَكِ، فإذا حَلَلْتِ فآذنيني"، قالت: فلمَّا حَلَلْتُ، ذكَرْتُ له أنَّ معاوية بن أبي سفيان وأبا جَهم خَطَبَاني، فقال رسول الله : "أما أبو جَهم، فلا يَضَعُ عَصَاه عن عاتِقِهِ، وأمَّا معاوية فصُعْلُوكٌ لا مال له، ولكن انْكِحِي أسامة بن زيد"، فكَرِهْتُه،


= وسيأتي بعده (٣٢٤٥) من طريق عبد الله بن يزيد المخزومي، ومن طريق يحيى بن أبي كثير برقم (٣٤٠٥)، كلاهما عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، به.
وسلف بأطول منه من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، برقم (٣٢٢٢)، وتنظر باقي طرقه في التعليق عليه.
قوله: فيه شيء، كناية عن رداءته، وقوله: وكان يأتيها أصحابه، أي: كانوا يجتمعون في بيتها لكرمها وجودها وعطائها عليهم. وقوله: "فإذا حَلَلْتِ" أي: للأزواج بالخروج من العِدَّة، وقوله: فإنه غلام، أي: من الأصاغر، لا من الأكابر، "لا شيء له" أي: فقير، وقوله: صاحب شَرّ، أي: كثير الضرب للنساء. قاله السندي.
وقوله: عند فلانة: هي أمُّ شَرِيك كما سيأتي في الرواية بعده، وينظر "الإصابة" ١٤/ ٤٠٩.
(١) فوق قوله: وأنا أسمع، في (ك) علامة نسخة.
(٢) في (هـ): واعتدي.