للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[١٢ - باب هجرة البادي]

٤١٦٥ - أخبرنا أحمد بنُ عبد الله بن الحكم (١) قال: حدَّثنا محمد بنُ جعفر قال: حدَّثنا شعبة، عن عَمرو بن مُرَّة، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي كثير (٢).

عن عبد الله بن عَمرو قال: قال رجلٌ: يا رسولَ الله، أيُّ الهجرة أفضلُ؟ قال: "أن تهجُرَ ما كَرِهَ ربُّك ﷿". وقال رسولُ الله : "الهِجرةُ هِجْرتان: هِجْرَةُ الحاضر، وهِجْرةُ البادي؛ فأمَّا البادي فيُجيب إذا


= مسلم بن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (٧٧٣٩).
وأخرجه البخاري (١٤٥٢) و (٣٩٢٣) و (٦١٦٥)، ومسلم (١٨٦٥)، وأبو داود (٢٤٧٧)، وابن حبان (٣٢٤٩) من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (١١١٠٥) و (١١١٠٨) و (١١٦١٩)، والبخاري تعليقًا (٢٦٣٣) و (٣٩٢٣)، ومسلم (١٨٦٥) من طرق عن الأوزاعي، به.
قال السِّندي: قوله: "عن الهجرة": هي ترك الوطن، والانتقال إلى المدينة؛ تأييدًا وتقويةً للنبي والمسلمين، وإعانةً لهم على قتال الكفرَة، وكانت فرضًا في أول الأمر، ثم صارت مندوبةً، فلعلَّ السؤال كان في آخر الأمر، أو لعلَّه خاف عليه لِما كان عليه الأعراب من الضَّعف، حتى إنَّ أحدَهم ليَقول إن حصل له مرضٌ في المدينة: أقِلْني بيعتَك، ونحو ذلك، ولذلك قال: "إنَّ أمر الهجرة شديد". "ويحك" للترحُّم. "فاعمَلْ من وراء البحار" أي: فأتِ بالخيرات كلِّها وإن كنت وراء البحار، ولا يضرُّك بُعْدُك عن المسلمين. "لن يَتِرَكَ" قال السيوطي في غير حاشية الكتاب [وكلامه في كتابه "التوشيح شرح الجامع الصحيح" ٦/ ٢٤٦٩]: بكسر التاء المُثَنَّاة من فوق، أي: لن ينقصك وإن أقمت من وراء البحار وسكنت أقصى الأرض، يُريد أنَّه من التِّرَة كالعِدَة، والكاف مفعول به. قلت: ويحتمل أنَّه من التَّرْك، فالكاف من الكلمة، أي: لا يترك شيئًا من عملك مُهمَلًا، بل يُجازيك على جميع أعمالك في أيِّ محلٍّ فعلت، والله أعلم.
(١) فوقها في (م): عبد (نسخة) وهو خطأ.
(٢) بعدها في (م): الزُّبيدي.