وأخرجه البخاري (١٤٥٢) و (٣٩٢٣) و (٦١٦٥)، ومسلم (١٨٦٥)، وأبو داود (٢٤٧٧)، وابن حبان (٣٢٤٩) من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (١١١٠٥) و (١١١٠٨) و (١١٦١٩)، والبخاري تعليقًا (٢٦٣٣) و (٣٩٢٣)، ومسلم (١٨٦٥) من طرق عن الأوزاعي، به. قال السِّندي: قوله: "عن الهجرة": هي ترك الوطن، والانتقال إلى المدينة؛ تأييدًا وتقويةً للنبي ﷺ والمسلمين، وإعانةً لهم على قتال الكفرَة، وكانت فرضًا في أول الأمر، ثم صارت مندوبةً، فلعلَّ السؤال كان في آخر الأمر، أو لعلَّه ﷺ خاف عليه لِما كان عليه الأعراب من الضَّعف، حتى إنَّ أحدَهم ليَقول إن حصل له مرضٌ في المدينة: أقِلْني بيعتَك، ونحو ذلك، ولذلك قال: "إنَّ أمر الهجرة شديد". "ويحك" للترحُّم. "فاعمَلْ من وراء البحار" أي: فأتِ بالخيرات كلِّها وإن كنت وراء البحار، ولا يضرُّك بُعْدُك عن المسلمين. "لن يَتِرَكَ" قال السيوطي في غير حاشية الكتاب [وكلامه في كتابه "التوشيح شرح الجامع الصحيح" ٦/ ٢٤٦٩]: بكسر التاء المُثَنَّاة من فوق، أي: لن ينقصك وإن أقمت من وراء البحار وسكنت أقصى الأرض، يُريد أنَّه من التِّرَة كالعِدَة، والكاف مفعول به. قلت: ويحتمل أنَّه من التَّرْك، فالكاف من الكلمة، أي: لا يترك شيئًا من عملك مُهمَلًا، بل يُجازيك على جميع أعمالك في أيِّ محلٍّ فعلت، والله أعلم. (١) فوقها في (م): عبد (نسخة) وهو خطأ. (٢) بعدها في (م): الزُّبيدي.