والروايةُ الصحيحة للحديث أنَّ سؤال عَمرو بن عَبَسَة للنبيِّ ﷺ: مَنْ أسلمَ معك، كان في مكة في أوَّل أمره ﷺ، وقد رجَع عَمرٌو وقتذاك إلى أهله مسلمًا، ولذلك كان يقول: أنا رُبع الإسلام. وأما سؤالُه للنبيِّ ﷺ: هل من ساعةٍ أقربُ إلى الله ﷿ من أُخرى، فقد كان في المدينة، ويعني بالحُرِّ والعبد أبا بكر وبلالًا ﵄. وينظر حديث أحمد (١٧٠١٩). وأخرجه أحمد (١٧٠٢٦)، وابن ماجه (١٢٥١) و (١٣٦٤ مختصرًا) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد، ووقع عند ابن ماجه: "جوف الليل الأوسط"، وهو منكر، وعند أحمد زيادة ذكر فضل الوضوء السالف برقم (١٤٧) بنحوه. وأخرجه أحمد (١٧٠١٨) و (١٧٠٢٨) من طريقين عن حمَّاد بن سَلَمة، عن يَعْلَى بن عطاء، به. وقد اختُلف فيه على يعلى بن عطاء، فرواه أحمد أيضًا (١٩٤٣٤) عن هُشيم، عن يعلى، عن ابن البَيْلَماني، به، لم يذكر يزيدَ بن طَلْق، وينظر تفصيل الاختلاف فيه في التعليق عليه وعلى الحديث رقم (١٧٠١٨). وانظر الحديثين السالفين برقمي (١٤٧) و (٥٧٢). قوله: "حَجَفَة"، أي: تُرس، في عدم الحرارة وإمكان النظر، وقوله: "حتى يقومَ العمودُ على ظلِّه"؛ المراد: حتى يبلغَ الظِّلُّ في القِلَّةِ غايتَه؛ بحيث لا يظهرُ إلا تحتَ العمودِ ومَحَلِّ قيامِه، فيصيرُ كأنَّ العمودَ قائمٌ عليه، والمرادُ وقتُ الاستواء. قاله السندي.