للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٠٨ - باب ثواب مَن توضَّأ كما أُمر

١٤٤ - أخبرنا قُتيبةُ بن سعيد، حدَّثنا الليث، عن أبي الزُّبير، عن سفيانَ بن عبد الرَّحمن

عن عاصم بن سفيانَ الثَّقفيّ، أنَّهم غَزَوْا غزوةَ السَّلاسِل، ففاتَهُم الغَزْو، فرَابَطوا، ثمَّ رَجَعُوا إلى معاويةَ وعندَه أبو أيُّوب وعُقبةُ بنُ عامر، فقال: عاصم: يا أبا أيُّوب، فاتَنا الغَزْوُ العامَ، وقد أُخْبِرْنا أنَّه مَنْ صَلَّى في المساجدِ الأربعةِ غُفِرَ له ذَنْبُه (١)، فقال: يا ابنَ أخي، أَدُلُّكَ على أَيْسَرَ من ذلك، إنِّي سمعت رسول الله يقول: "مَنْ تَوضَّأَ كما أُمِرَ، وصلَّى كما أُمِرَ؛ غُفِرَ له ما قَدَّمَ (٢) من عَمَل". أكذاك (٣) يا عُقْبَة؟ قال: نَعَمْ (٤).


= وهو في "الموطأ" ١/ ١٦١، ومن طريقه أخرجه أحمد (٧٧٢٩) و (٨٠٢١)، ومسلم (٢٥١)، وابن حبّان (١٠٣٨). وجاء عند مسلم: "فذلكم الرِّباط" مرتين، وعند أحمد (٧٧٢٩): "فذلك الرباط" دون تكرار.
وأخرجه أحمد (٧٢٠٩) و (٧٩٩٥) بنحوه من طريق شعبة، ومسلم (٢٥١)، والترمذيّ (٥١) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن العلاء به، دون قوله: "فذلكم الرِّباط" في رواية شعبة، وورد مرَّة واحدة في رواية إسماعيل بن جعفر.
قوله: الرِّباط؛ قال السِّندي: قيل: أُريدَ به المذكور في قوله: ﴿وَرَابِطُوا﴾، وحقيقتُه ربطُ النفس والجسم مع الطاعات، وقيل: المراد هو الأفضل، والرِّباطُ ملازمةُ ثَغر العدوّ لمنعه، وهذه الأعمالُ تسدُّ طرق الشيطان عنه، وتمنعُ النفس عن الشهوات، وعداوةُ النفس والشيطان لا تخفى، فهذا هو الجهادُ الأكبر الذي فيه قهرُ أعدى عدوِّه، فلذلك قال: "الرِّباط" بالتعريف، والتكرارُ تعظيمًا لشأنه.
(١) في (ر) و (م): ما تقدَّم من ذنبه.
(٢) في (ر) وهامشي (م) و (هـ): تقدَّم.
(٣) في (ر) و (م): أكذلك.
(٤) مرفوعُه صحيح لغيره، سفيان بن عبد الرحمن - وهو حفيد عاصم بن سفيان - روى عنه عبدُ الله بن لاحق وأبو الزُّبير المكِّيّ، كما في "التَّهذيب"، وذكره ابن حبّان في "الثقات" =