(٢) إسناده صحيح. عمرو بن يزيد: هو أبو بُرَيْد الجَرْميّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (١٣٢). وأخرجه أحمد (١٣١٦) عن بَهز بن أسد، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد أيضًا (١٠٠٥) عن وكيع، و (١١٧٣) عن محمد بن جعفر، و (١١٧٤) عن عفَّان، ثلاثتُهم عن شعبة، به. ورواه آدم بنُ أبي إياس عن شعبة، واختُلف عليه في لفظه، فأخرجه البخاري (٥٦١٦) عنه، عن شعبة، به، بلفظ: " … وغسل وجهَه ويدَيْه، وذكر رأسَه ورِجْلَيْه … "، قال ابن حجر في "الفتح" ١٠/ ٨٢: يُؤخذ منه أنه في الأصل: ومسح على رأسه ورِجْلَيْه، وأنَّ آدم توقَّف في سياقه، فعبَّر بقوله: وذكر رأسَه ورِجْلَيْه. انتهى. وقد رواه الطيالسي (١٤٨) كذلك عن شعبة، فقال: فغسلَ وجْهَهُ ويَدَيْه، ومسح على رأسه ورجليه … الخ. وخالف جعفرُ بنُ محمد القَلَانِسيّ، فرواه عن آدم، عن شعبة، بمثل ما روى عنه أصحاب شعبة في صفة هذا الوضوء؛ قال: فأخذَ منه حَفْنَةً واحدة، فمسح بها وجْهَهُ ويَدَيْه ورأسه ورِجْلَيْه … الخ، أخرجه البيهقي من طريقه في "السُّنن الكبرى" ١/ ٧٥ ثم قال: وفي هذا الحديث الثابت دلالةٌ على أنَّ الحديث الذي رُوي عن النبيّ ﷺ في المسح على الرِّجْلَين - إِنْ صَحَّ - فإِنَّما عَنَى به: وهو طاهرٌ غيرُ مُحْدِث، إلا أنَّ بعضَ الرُّواة كأنه اختصر الحديث، فلم ينقل قولَه: هذا وضوءُ مَنْ لم يُحْدِث. وأخرجه أحمد (٥٨٣) من طريق الأعمش، وابن حبان (١٣٤٠) و (١٣٤١) من طريق منصور، كلاهما عن عبد الملك بن ميسرة، به. قال السِّندي: قولُه: وهذا وُضوءُ مَنْ لم يُحْدِث؛ فبيَّن أنَّ لغير المُحْدِث أنْ يكتفي بالمسح موضعَ الغَسْل، ولعلَّ ما جاء من مسح الرِّجلين من بعض الصحابة أحيانًا -إنْ صَحَّ- يكون محله غير حالة الحَدَث، والله تعالى أعلم.